أمريكا تسحب أنظمة الدفاع ضد الطائرات المسيرة من أوكرانيا.. ما هو سبب التوقيت؟

أمريكا تسحب أنظمة الدفاع ضد الطائرات المسيرة من أوكرانيا.. ما هو سبب التوقيت؟


للولايات المتحدة الأمريكية مصالح مباشرة في الداخل وفي أماكن أخرى من العالم قد تكون أكبر من مصالحها في أوكرانيا.

وفي أعقاب هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية الأخيرة على المطارات الروسية والتي أطلقت عليها كييف “عملية العنكبوت”، ووصفها العديد من المحللين بـ “بيرل هاربور” الروسية، يشعر الكثيرون بالقلق من احتمال وقوع هجمات مماثلة في أماكن أخرى.

وتنبع المخاوف بالأساس من حقيقة أن هذه العملية غير مكلفة نسبيًا ويسهل تنفيذها من قبل أي شخص، كما أن ضررها قد يكون عميقًا، وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.

وأشار الموقع إلى أن مصادر روسية ذكرت أن أسلحة الجيش الروسي المضادة للطائرات المسيرة لم يتم تفعيلها حول القواعد العسكرية في سيبيريا والتي استهدفتها أوكرانيا.

وقال البعض إن السبب في ذلك يعود إلى أن هذه الأنظمة كانت قد نُشرت بالفعل على خطوط المواجهة في حرب أوكرانيا، مما أضعف الدفاعات في الداخل بشكل كبير.

ولو كانت هذه الأنظمة موجودة في القاعدتين الجويتين، لكان من المرجح أن تكون الضربة الأوكرانية أقل فعالية بكثير.

وللأسف، فإن واشنطن، وتحت وطأة شعورها بالقلق من احتمال وقوع هجمات مماثلة تستهدف قواتها في مناطق حساسة من العالم، أمرت بسحب إمداداتها المحدودة من الأسلحة المضادة للمسيرات من أوكرانيا حيث كانت تحمي أهدافًا أوكرانية وأصولًا تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من هجمات المسيرات الروسية.

أولويات

تجري الولايات المتحدة إعادة توزيع لهذه الأنظمة على الشرق الأوسط، حيث تتزايد المخاوف من حرب إقليمية كبرى ربما باستخدام أسلحة نووية.

ووفقاً لتقرير حديث لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، فإن “المخزونات الأمريكية من بعض المكونات الدفاعية أصبحت مستهلكة على نحو متزايد”، بما يشمل صمامات تقاربية للصواريخ والتي تستخدمها أوكرانيا لإسقاط المسيرات الروسية.

وتبدو أولويات واشنطن مفهومة، ففي حين تستفيد أوكرانيا من هذه الأنظمة، فإن للولايات المتحدة مصالح مباشرة أكثر بكثير في أماكن أخرى من العالم خاصة في الشرق الأوسط.

وفي هذه المنطقة، تظل القوات الأمريكية متمركزة على الأرض وسط مخاوف من تعرضها لهجمات بالمسيرات من الخصوم الإقليميين، وتحديدا إيران، التي تمتلك برنامجا متطورا للمسيرات وشبكة من الوكلاء الإقليميين.

ومع تورط الولايات المتحدة في مناطق صراع رئيسية متعددة في الوقت الحالي، تبدو خطوتها منطقية لتخفيف العبء عن قاعدة الصناعات الدفاعية الأمريكية المثقلة.

ورغم تزايد أهمية المسيرات كسلاح حربي إلا أن هناك دفاعات أقل بكثير مما ينبغي ضد هذه الأنظمة، و لذلك فإنه يتعين على الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للدفاع عن الوطن، وفق المصدر نفسه.