الاستعانة بالخبرة اليابانية.. خطة شاملة للقضاء على الزحام وتحويل الشوارع لـ اتجاه واحد في المنيا

أعلن اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، في خطوة جريئة تهدف إلى إنهاء سنوات من الاختناق المروري الذي عانى منه سكان المحافظة، الإقليم عن تبني خطة شاملة لتطوير منظومة النقل والمرور وتحقيق السيولة المرورية المنشودة في مختلف شوارع المحافظة من الشمال إلى الجنوب.

وأكد المحافظ أن هذا الملف يأتي ضمن أولويات التنمية الشاملة وتحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، مشيرًا إلى الاستعانة بخبراء متخصصين لتحويل هذا الحلم إلى واقع وتغيير وجه المنيا للأفضل على كافة الأصعدة.

الاستعانة بالخبرة اليابانية وخرائط استرشادية لتطبيق نظام الاتجاه الواحد

وأوضح اللواء عماد كدواني أنه تم رفع جميع شوارع المحافظة على خرائط استرشادية بالتنسيق مع إدارة المرور ومديرية الطرق، وذلك لوضع حلول جذرية لتحقيق السيولة المرورية في كافة مدن ومراكز المني، وتعتمد الخطة بشكل أساسي على تحويل بعض الشوارع الحيوية والرئيسية إلى طرق ذات اتجاه واحد “وان واي سيستم”، وهو النظام الذي أثبت نجاحه في كبرى المدن العالمية في تنظيم حركة المرور وتقليل الازدحام، وأضاف المحافظ أن تطبيق هذا النظام يستلزم إجراء بعض التعديلات في تخطيط بعض التقاطعات ورفع الجزر الوسطى في الشوارع الرئيسية لتوسيع الحارات المرورية.

وأكد محافظ المنيا أن الوصول إلى هذا الهدف الطموح سيساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من الفوائد الملموسة للمواطنين، وعلى رأسها تقليل معدلات الحوادث المرورية الناتجة عن التكدس والارتباك في حركة السير، كما سيؤدي تطبيق نظام “الاتجاه الواحد” إلى توفير وقت ثمين للمواطنين الذي كان يُهدر في الزحام، بالإضافة إلى منع التكدس والاختناقات المرورية في الشوارع الرئيسية والتجارية التي تشهد كثافة عالية من الحركة، ولفت المحافظ إلى أن هذه الخطة ستساهم أيضًا في تخفيف الأحمال المرورية على بعض الشوارع الجاذبة للمواطنين، وتوزيع الحركة بشكل أكثر توازنًا.

الهندسة الجبرية لمواجهة السلوكيات الخاطئة

من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم مبروك، الحاصل على درجة الدكتوراه في تخطيط النقل وهندسة المرور من اليابان، أن نظام الاتجاه الواحد هو أساس تخطيط النقل في معظم الدول الأوروبية، حيث يعمل بكفاءة عالية على تحقيق السيولة المرورية المطلوبة، وأشار إلى أنه قام بجولة ميدانية داخل محافظة المنيا وفريق العمل، لدراسة الشوارع وكيفية التعامل معها في إطار خطة التطوير، وتم إعداد خريطة استرشادية شاملة وعرضها على المحافظ والجهات المعنية. وأكد الدكتور مبروك أن تنفيذ هذه الخطة قد يواجه بعض التحديات المتعلقة بسلوكيات بعض المواطنين، مما قد يستدعي الاستعانة بما يسمى الهندسة الجبرية لتعديل بعض السلوكيات المرورية الخاطئة وتحقيق الانضباط المطلوب.

الحوار المجتمعي خطوة لدعم الخطة وتوعية المواطنين

أشار الدكتور مبروك إلى أن بعض أعضاء مجلس النواب اقترحوا عرض خطة تطوير المرور على حوار مجتمعي موسع، بهدف توعية المواطنين بأهمية المشروع وفوائده، واستيعاب أي ملاحظات أو مقترحات قبل البدء في التنفيذ الفعلي، وتؤكد هذه الخطوة حرص المحافظة على مشاركة المجتمع في صنع القرارات الهامة التي تمس حياتهم اليومية.

تمثل هذه الخطة الطموحة نقلة نوعية في تفكير محافظة المنيا تجاه ملف المرور، وتعكس إصرار القيادة التنفيذية على إيجاد حلول جذرية لمشكلة طال أمدها، ومع تضافر الجهود وتوعية المواطنين بأهمية الالتزام بالنظام الجديد، من المتوقع أن تشهد شوارع المنيا تحسنًا ملحوظًا في حركة المرور، مما ينعكس إيجابًا على حياة السكان واقتصاد المحافظة.