الحج 2025: مصر تستعد بمستوى غير مسبوق… وسباق الزمن بدأ لخدمة ضيوف الرحمن
في كل عام، تعود أعظم رحلة إيمانية لتجمع المسلمين من كل بقاع الأرض، لكن موسم حج هذا العام 2025 يختلف، ليس فقط في الأرقام، بل في الاستعدادات، الدقة، والرهان على تقديم تجربة خالية من المعوقات.
منذ شهور، دخلت وزارة السياحة والآثار في سباق حقيقي مع الزمن لتنظيم رحلات الحج السياحي لهذا الموسم، وسط تنسيق غير مسبوق مع الجهات السعودية، الهدف واضح: تيسير الإجراءات، وضمان جودة السكن والتنقلات، وتقديم خدمات تحترم إنسانية وكرامة الحاج المصري.
لم يعد الحج حلم الأغنياء فقط، فبرامج هذا العام متنوعة لتناسب كل المستويات، برنامج الـ5 نجوم هو الخيار الفاخر لمحبي الراحة والقرب من الحرم، بأسعار تبدأ من 520.000 جنيه، أما البرنامج الاقتصادي طيران فيجمع بين التوفير والخدمة اللائقة، ويتراوح بين 250 و295 ألف جنيه، في حين يُعد البرنامج البري الأقل تكلفة، حيث يبدأ من 225 ألفًا، مع اهتمام خاص بتجهيز الأتوبيسات والمخيمات وفقًا لأعلى معايير الراحة والأمان.
وزارة السياحة أغلقت الباب أمام العشوائية بتحديد قواعد واضحة: لا يحق لمن تقدم في قرعة الداخلية أو التضامن التقديم في الحج السياحي، كما ألزمت الشركات باستخدام أتوبيسات حديثة لا يقل موديلها عن 2018، ومزودة بأنظمة أمان مثل الـGPS ومحددات السرعة، في خطوة تعكس جدية الدولة في تأمين موسم الحج.
الجانب السعودي بدوره دخل على الخط بقوة، شركة مشارق الماسية، المتعاقدة مع مصر، وعدت بتحديث المخيمات، ورفع مستوى الإعاشة، وتجهيز مناطق مشي مبرّدة، ومراكز طبية في منى وعرفات، بالتنسيق الكامل مع البعثات المصرية.
من المهم أن يتعامل الحاج فقط مع شركة سياحة معتمدة ومرخصة من وزارة السياحة، ويُفضل دائمًا التأكد من تفاصيل البرنامج كتابةً قبل سداد أي مبلغ مالي، وتجهيز الأوراق مبكرًا يسهل كثيرًا من مراحل السفر، كما أن الاستفسار المستمر أفضل من الوقوع في فخ الغموض أو الشائعات.
الحج ليس مجرد رحلة سفر، بل عبور روحي لا يتكرر كثيرًا في العمر، ومن هنا، تتحمل كل الجهات المنظمة مسؤولية عظيمة لتوفير بيئة آمنة، مريحة، وملهمة لضيوف الرحمن. وفي موسم 2025، يبدو أن مصر قررت أن ترفع السقف، وتضع راحة الحاج في المقام الأول.