بتتعالج من السرطان.. قصة كفاح أم محمد بائعة الخضار للإنفاق على أبنائها الـ 6 ببني سويف

على أحد أرصفة مدينة بني سويف، تجلس الحاجة “أم محمد”، سيدة تخطّت عمر السبعين، لكنها ما زالت تبيع الخضار والفاكهة بيدٍ ثابتة، وعينين يشع منهما الصبر والإيمان. 

خلف تلك الملامح التي أنهكها الزمن، تقف حكاية كفاح امتدت لنصف قرن، من أجل لقمة عيش كريمة وحلم بسيط تتمنى أن يتحقق قبل أن تغادر الحياة.

أم محمد: اتجوزت صغيرة وقلت مش هقف أتفرج

تحكي “أم محمد” والدموع تغمر عينيها: اتجوزت وأنا عندي 18 سنة، وجوزي كان موظف بسيط ومرتبه ما يكفيش، فقررت أنزل أشتغل علشان أساعده وأربي عيالي الستة.. منهم اللي طلع مدرس، ومحامي، ومنهم اللي خد تعليم فني.. كافحت علشان أعمل من ولادي ناس يرفعوا راسي.

بقالي 50 سنة ببيع خضار علشان أربي ولادي

رغم صعوبة الحياة، لم تستسلم أم محمد يومًا، بل زادها الزمن صلابة، ومع مرور السنين، رحل زوجها وتركها منذ 18 سنة في مواجهة الحياة بمفردها، لكن عزيمتها لم تهتز، وأكملت حديثها قائلة: بقالي 50 سنة بشتغل وببيع خضار.. حتى لما جالي سرطان في الثدي، ما بطلتش شغل.. باشتغل علشان أوفر جزء من تمن علاجي، وأخدت 24 جلسة كيماوي و40 إشعاعي، ولسه باخد العلاج الهرموني.

نفسي أزور النبي.. وأشوف ولادي متجوزين ومستورين

لكن وسط الألم، لا تزال أمنيتها بسيطة، مفعمة بالإيمان والحنان الأمومي: نفسي أزور النبي وأموت هناك.. بدعي دايمًا بحسن الختام وأستر ولادي التلاتة اللي لسه ما اتجوزوش.. نفسي أكمل رسالتي معاهم.. اللي بيقف جنب اليتامى ربنا بيكرمه، وأنا لسه عندي رسالة.

أم محمد سيدة لم تعرف الراحة، ووهبت عمرها كله للعطاء، فاستحقت أن تُروى قصتها، تكريمًا لكفاح لا يُقدّر بثمن.