صالون إضاءات الثقافي يناقش تحديات الأمن القومي
شهد صالون إضاءات الثقافي، مناقشة مستفيضة حول تحديات الأمن القومي المصري، حيث حضر اللقاء عدد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات السياسية، والإعلامية، والدبلوماسية، والاقتصادية، وتحت إشراف وتنظيم المهندس أحمد العصار، مقدم برنامج حوار عن قرب على قناة TeN.
واستهلت الندوة بكلمة إسلام عفيفي، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، الذي قدم رؤية شاملة حول كيفية مواجهة التحديات السياسية والأمنية.
التحديات الجديدة للأمن القومي المصري.. «رؤية شاملة»
وخلال كلمته، أكد عفيفي أن تحديات الأمن القومي لم تعد تقتصر على حماية الحدود أو الدفاع العسكري فقط، بل أصبح الأمر يرتبط بقدرة الدولة على حماية مقدراتها الشاملة، فالأمن القومي بات يشمل الجانب الاقتصادي، والتكنولوجي، والعلمي، وحتى المعنوي.
وقال إن التطور التكنولوجي المتسارع يمثل تحديًا مركبًا على الدولة، وحركة العالم لم تعد تحكمها مصالح موحدة أو تحالفات مستقرة، ومصر تواجه واقعًا إقليميًا تتبدل فيه التحالفات والخرائط السياسية باستمرار.
وفي قراءة للمشهد العربي، أوضح أن موقف مصر من سوريا واليمن والبحر الأحمر يعكس رؤية استراتيجية تستهدف حماية الأمن القومي العربي، وحماية أمن الملاحة العالمية.
استراتيجية مصر في مواجهة التحولات الكبرى
واستعرض تأثير التغيرات الكبيرة في السياسة الدولية على الأمن القومي، مشيرًا إلى أن التحولات الكبرى التي شهدها العالم خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أحدثت تغييرات جذرية في أساليب التفاوض والسياسة العالمية.
وأكد أن العالم أصبح في عصر الصفقات السياسية، حيث أصبح التفاوض بالقوة هو السمة الرئيسية للعلاقات الدولية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي العالمي، وهذه التحولات تضع مصر أمام ضرورة التأقلم مع التغيرات السريعة في التحالفات الإقليمية والعالمية، التي تزداد تعقيدًا في ظل صعود روسيا والانتقادات الموجهة لأمريكا.
وأشار عفيفي، إلى أن مصر ليست مجرد دولة تواجه الأزمات، بل هي نموذج فريد من الاستقرار والتنمية في منطقة مضطربة.

ومن خلال مشروعاتها الكبيرة في الطاقة والبنية التحتية والعمران، تتقدم مصر بخطى ثابتة لتكون رائدة في المنطقة، وقادرة على مواكبة التحولات الكبرى في السياسة الدولية بحكمة واستراتيجية واضحة.
وشدد على أن مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة لم يكن مجرد خيار سياسي، بل كان ضرورة وجودية، في ظل الأزمات والفوضى التي تضرب دول الجوار، واعتبر أن التجربة المصرية أصبحت نموذجًا تنمويًا فريدًا، قادرًا على التحدي والابتكار في مواجهة الأزمات.

وناقش الحضور بعد ذلك أثر التحولات السياسية والأزمات الإقليمية على المجتمع المصري، مؤكدين أن تجربة السنوات الماضية جعلت الشارع المصري أكثر وعيًا وصلابة أمام حملات التضليل، ولم يعد من السهل جره نحو الغضب أو الاحتقان غير المبرر.
وشددوا على أن المجتمع المصري يمتلك اليوم حصانة اجتماعية رقمية متقدمة، تعتمد على وعي المواطن وفهمه لطبيعة الضغوط الإقليمية والدولية، مما ساهم في تعزيز استقرار الشارع المصري.
وتناول الحضور أهمية الطبقة الوسطى، واعتبروها صمام الأمان الأخلاقي والاجتماعي للمجتمع، مؤكدين أن الحفاظ عليها هو حجر الزاوية في أي مشروع وطني، موضحين أن هذه الطبقة تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على تماسك المجتمع، ومقاومة الفوضى الفكرية أو الاجتماعية.
وأشاروا إلى أن مصر اليوم ليست في عزلة، بل تقود جهودًا متواصلة لبناء شبكات شراكة إقليمية قائمة على المصالح المشتركة، وتمارس ما وصفوه بـ”الصبر الاستراتيجي” في التعامل مع تحولات المشهد الدولي، مع إدراك عميق لحجم التعقيدات التي يشهدها العالم.
وحضر صالون إضاءات الثقافي، اللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور صفوت النحاس، أمين عام مجلس الوزراء الأسبق، والسفير حاتم تاج الدين، مساعد وزير الخارجية السابق، وعماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير جريدة الشروق، وعمرو بدر، خبير سياحي، والفنان محمد ثروت، والمهندس أشرف بولس، صاحب إحدى شركات التطوير العقاري، ومها سالم، نائب رئيس تحرير الأهرام، والدكتور عمرو هاشم، عضو هيئة تدريس بجامعة النيل ورئيس جمعية إنترنت مصر، وأحمد القيعي، نائب مدير شبكة فرانس 24 السابق، والإعلامية سميرة إبراهيم، وإسراء ممدوح، الصحفية في بوابة أخبار اليوم.