أول مصري يملك حصة في نادي داجنهام الإنجليزي يواجه هجوما إعلاميا واتهامات بـ دعم الإرهاب
في تطور غير مسبوق، تصدّر اسم المصري مروان سري العناوين بعد أن أصبح أول مصري يمتلك حصة في نادي داجنهام آند ريدبريدج الإنجليزي، أحد أندية دوري الدرجة الخامسة.
ورغم أن دخوله إلى عالم الاستثمار الرياضي كان يُنظر إليه كبوابة أمل لجالية عربية ومسلمة طالما بقيت على الهامش، إلا أن الحلم تحوّل سريعًا إلى أزمة مدوية في الأوساط الرياضية والسياسية البريطانية.
بداية قوية… ونهاية مثيرة للجدل
تم تقديم الإعلامية المصرية سلمى مشهور قبل أيام فقط كمديرة للتطوير والتواصل الجماهيري في النادي، وسط ترحيب من مشجعي الجاليات العربية والمسلمة، لكن خلال 72 ساعة فقط، أقال النادي سلمى بسبب منشورات قديمة على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها “تدعم حركة حماس وتصف إسرائيل بالدولة غير الشرعية”، حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية مثل Jewish News.
ورغم أن تلك المنشورات كانت قديمة نسبيًا، فإن التوقيت السياسي الحساس، بالإضافة إلى النفوذ الإعلامي القوي للوبي اليهودي في بريطانيا، جعلا من الموضوع قضية رأي عام وملفًا ملتهبًا داخل البرلمان ومجالس إدارة الأندية.
منذ لحظة إقالة سلمى، وجد مروان سري نفسه محاطًا بتساؤلات وانتقادات، لا سيما بعد ظهوره في مقطع فيديو بجانب سلمى وهي تبكي، مُعلنًا رفضه لما جرى وداعيًا الجماهير العربية لمقاطعة المباراة القادمة دعمًا لها.
الرسالة كانت واضحة: “نرفض القرار وسنرد عليه”، لكن هذا الموقف أثار حفيظة نواب ومسؤولين سياسيين بريطانيين، أبرزهم النائبة مارغريت مولان التي طالبت بلقاء عاجل مع إدارة النادي ووصفت الوضع بأنه “مقلق للغاية”.
نفوذ اللوبي اليهودي: صراع النفوذ في الملاعب البريطانية
تكشف هذه القضية حجم تأثير اللوبي اليهودي داخل منظومة كرة القدم البريطانية، فقد كانت ردة الفعل سريعة وصارمة، وتم تضخيم الموضوع إعلاميًا بشكل ملفت، مع تسليط الضوء على خلفيات سلمى ومواقفها السابقة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ورغم أن النادي نفسه أكد تمسكه بتعددية الأديان والثقافات، إلا أن الإقالة الفورية عكست حجم الضغط الذي واجهته الإدارة، خاصة مع وجود قاعدة جماهيرية يهودية في ريدبريدج وإلفورد، وهما منطقتان معروفتان بثقلهما الانتخابي والإعلامي.
من الحلم إلى الكابوس؟
رغم أن تملك عربي لنادٍ إنجليزي يُعد خطوة كبيرة نحو كسر الحواجز، فإن التجربة حتى الآن تسير في اتجاه مقلق، فالسؤال المطروح الآن: هل يمكن لأي مستثمر عربي أو مسلم أن يُمارس دوره بحرية في كرة القدم البريطانية، أم أن “سقف المقبول” لا يزال منخفضًا جدًا عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية؟
كما أن المطالب المتزايدة بتعيين جهة تنظيمية مستقلة لإدارة شؤون كرة القدم الإنجليزية تكشف عن أزمة ثقة داخل المجتمع الرياضي، وسط مخاوف من “تسلل أجندات سياسية إلى الملاعب”، كما وصفها أحد النواب البريطانيين.