بلبن وأخواته.. القصة الكاملة من آسفين إحنا جامدين لـ نستغيث بكم

انتشار كبير روُج له بشكل مكثف كمعجزة غير مسبوقة في السوق المصرية، وفي ذات الوقت مصحوبًا بالشكوك من قِبل الشارع المصري وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول السر الحقيقي وراء الأمر وتعدد الطروحات والآراء التي وصلت بعد ذلك إلى اتهامات مباشرة إلى الملاك والقائمين.. هي قصة متاجر بـ لبن التي غزت شوارع مصر من القاهرة والإسكندرية والجيزة ولمختلف المحافظات.

شكوك واتهامات 

انطلقت محلات بلبن في عام 2021 من محافظة الإسكندرية ثم فرع تلو ال’خر بفاصل زمني بسيط وصلت إلى مختلف محافظات مصر بشكل كان كفيلًا أن تطالهم اتهامات لاحد لها، على رأسها مزاعم غسيل الأموال وهو الأمر الذي أرجعه البعض إلى حجم الانتشار السريع واستحالة تحقيق جدوى اقتصادية تضمن لهم هذا الأمر، وشكوك في مصادر التمويل ومخالفة قوانين سلامة الغذاء المصرية والقوانين التجارية أيضًا إلا أن القائمين على المتاجر أكدوا مرارًا وتكرارًا على أنه مشروع شبابي بحت دون تمويل.

بلبن وأخواته

مع استمرار حالة بلبن في الصعود رغم كل تلك الشكوك والتخوفات التي ربما لا يوجد أحد لم يسمع بها ظهرت إلى جواره أسماء أخرى دون مصادفة تذكر مثل كنافة وبسوبة – وهمي – بهيج – كرم الشام.. فبمجرد زيارة أيًا من المحلات السابقة يتيقن الزائر تمامًا أن هناك رابطًا مشتركا يجمع كل هذه الفروع.

وفي مقابل تلك الحالة لم تجد العديد من المتاجر والمحلات الشعبية أو الفردية طريقًا لمقاومة تلك الحالة، فلجأ أصحابها إلى الإغلاق الكامل، والبعض قرر بيع أو التأجير لملاك المتاجر المذكورة.

وصلت عدد فروع بلبن 110 فروع على مستوى الجمهورية بعمالة تبلغ قوتها 25 ألف عامل كما زعمت الشركة في بيان لها، افتتاح فروع في 9 دول عربية مع خطط للزيادة خلال الفترة المقبلة.

دعاية ضخمة.. ثم إعلان قاتل!!

اعتمدت بلبن في الدعاية خلال السنوات الأولى على صناع المحتوى والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الفود بلوجر إلى جانب الاعتماد على الأسماء الغريبة للمنتجات القشطوطة، والقشطوزة، وطزطوزة، ولهاليبو يح يح، وهو ما قوبل باتهامات بمخالفته للذوق العام، وأثار ضجة كبيرة، إلا أن إدارة الشركة تعاملت مع الانتقادات بشكل مختلف، ورأت أنها غريبة: وحملات ممنهجة.

إعلان أكرم حسنيإعلان أكرم حسني

جاءت الحملة الإعلانية الأبرز للشركة في شهر رمضان الماضي، حيث استعانت بالفنان أكرم حسني، والذي ظهر في أحد إعلانات الحملة الذي حمل آسفين إحنا جامدين.. وإعلان أخر اعتُبر إساءة إلى مالك شركة العبد للحلويات الرائدة في هذه المجال، ودخلت الدولة المصرية من خلال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وقررت إيقاف عرض الإعلان واضطرت الشركة إلى تقديم اعتذار.

 

إغلاق سعودي.. مفأجاة مدوية

في أخر مارس الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية إغلاق فروع بلبن في المملكة عقب التأكد من توافر حالات اشتباه بالتسمم الغذائي، وقررت على إثر ذلك إغلاق مصنعي وفروع المنشأة احترازيا، لحين استكمال التحقيق والتحليل وأن صحة المستهلك وسلامته أولوية قصوى، وأنها تواصل بالتنسيق مع الجهات المعنية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المنتجات الغذائية المقدمة.

بعض المزاعم ربطت بين إغلاق فروع بلبن في السعودية وبين الإعلان المسيء لشركة العبد التي يمتلك صندوق استثمار تنمية كابيتال السعودي نسبة فيها.

كواليس جلسة مع محامي شهير وطلب غريب

ولجأ ملاك بلبن إلى محامي شهير طالبين منه التدخل لاستخدام علاقاته في المملكة العربية السعودية لحل الأزمة عارضين أي مبلغ مالي؛ من أجل التدخل وهو ما رفضه تمامًا، مؤكدًا أنه لن يتعامل مع الأمر إلا قانونيًا فقط، وكانت المفاجأة أن ملاك بلبن رفضوا نصيحة المحامي بعلاج الأمر قانونيًا مع السلطات السعودية، ومن هنا كانت بداية دوامة الإغلاقات التي سرعان ما وصلت إلى مصر.

فحص ملفات بلبن
 

بدأت الجهات المعنية في مصر فحص ملفات متاجر بلبن والمطاعم والمحلات الأخرى التابعة لها، وفوجئت الحكومة بوجود تهرب ضريبي ومستحقات للضرائب تصل إلى 200 مليون جنيه مصري ودخلت الشركة في نزاع قانوني مع الضرائب، واستعانت بمحامٍ شهير والذي نجح في تخفيض المبلغ إلى 135 مليون.

مراجعة التراخيص

في ذات الوقت بدأت الدولة في مراجعة التراخيص والاشتراطات الصحية في مختلف الفروع من قبل هيئة سلامة الغذاء التي تلقت شكاوى من المواطنين تتعلق بوجود منتجات غذائية فاسدة نتج عنها تسجيل حالات متعددة بإصابة بعض المستهلكين بأعراض تسمم غذائي.

وتم سحب عينات بواسطة اللجان الرقابية من الخامات والمنتجات بالمصانع والفروع، ووردت نتائج التحاليل تفيد بوجود بكتيريا ممرضه في العديد من المنتجات الغذائية المعده للتداول هذه البكتيريا تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل أساسي.. كذلك احتوت بعض المنتجات على ألوان محظورة دوليا بينما تم تخزين بعض المواد الأخرى بطرق غير صحيحة مما قد يساعد على فساد المنتجات وتغيّر خصائصها وفسادها، وبناء على ذلك قررت الهيئة إغلاق النشاط مؤقتًا للعلامات التجارية لحين تصحيح وتوفيق الأوضاع.

ديون متراكمة 

وفقًا لأحد المصادر وصلت ديون بلبن إلى ما يتجاوز النصف مليار جنيه مصري مستحقات للموردين الذين يخططون لاتخاذ إجراءات قانونية ضد ملاك بلبن خلال الفترة المقبلة، في حال امتناعهم عن سداد المستحقات المالية وهو ما أقرت به الشركة في بيانها الأخير، حيث أوضحت أن هناك خطر داهم بسبب وجود التزامات تشغيلية ومالية ضخمة تتراكم كل يوم، مستغيثة بالحكومة لسرعة التدخل وحل الأزمة.

إغلاق يعطل الخطط

تعطلت خطط بلبن على أثر الإغلاق الذي ضربها في مصر والسعودية وهو ما أكدته الشركة، حيث إن  الإغلاق سيؤدي إلى غياب علامة مصرية ناجحة عن 9 دول عربية وتوقف تصدير مكونات إنتاج مصرية تُساهم في إدخال عملة صعبة إلى البلاد وتوقف نمو، وغياب اسم مصري استطاع أن ينافس بقوة ويُحقق ثقة حقيقية في الخارج.

الشركة كانت تخطط لافتتاح أول فرع لها في الكويت حسبما أعلنت في نهاية شهر مارس الماضي، وفي ذات الوقت كانت تخطط لدخول السوق الإفريقية، حيث بدأت في محادثات مع دولة جامبيا من خلال سفيرها في مصر الدكتور حاتم رسلان.
 

عجرفة الملاك تسببت في الأزمة

الكثيرون ربطوا بين الأزمة الأخيرة وعجرفة ملاك بلبن وباقي العلامات التجارية بسبب أسلوب تعاملهم مع العملاء، مستشهدين بواقعة إسلام سلامة أحد الملاك الذي وجه انتقادًا لأحد الفود بلوجر قائلًا: أطفح وانت ساكت، مؤكدين أن الأزمة تكمن في أسلوب الملاك.
 

وبينما سادت موجة من التعاطف مع العاملين في بلبن، والذي زعمت الشركة أن عددهم 25 ألف عامل حيث أكد مستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك طرق أخرى كان يمكن أن يعالج الأمر بها، لكن أخرين أشاروا إلى أن هناك عمالة تعرضت للظلم على أيدي الملاك الحاليين والإدارة الحالية.