تفشّي الحصبة في أمريكا.. الإصابات تتزايد في عدة ولايات والسلطات تحذر

تشهد الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ارتفاعًا في حالات الإصابة بمرض الحصبة، مع تسجيل تفشيات جديدة في عدد من الولايات، في ظل تحذيرات متكررة من السلطات الصحية بشأن تراجع معدلات التطعيم، خاصة في أوساط الأطفال.
تفشي الحصبة في أمريكا
وفي بيان صدر يوم 9 أبريل، أكدت إدارة الصحة في مقاطعة ألين أن الحالات المُسجلة هناك لا ترتبط بتفشيات سابقة، فيما لا تزال الحالة التطعيمية للمصابين غير معروفة، مما يزيد من صعوبة احتواء العدوى، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
بنسلفانيا: 9 حالات وتفشٍّ جديد في الشمال الغربي
وفي ولاية بنسلفانيا، أعلنت السلطات الصحية في مقاطعة إيري عن تفشٍّ جديد بعد تسجيل حالتين جديدتين مرتبطتين بإصابة مؤكدة سُجلت في 30 مارس، ومع هاتين الحالتين، ارتفع العدد الإجمالي للحالات المسجلة في الولاية هذا العام إلى 9، ست منها لا علاقة لها بهذا التفشي، من بينها حالات ناتجة عن السفر الدولي في مقاطعة مونتغومري ومدينة فيلادلفيا.
ميشيجان: رابط كندي لتفشي الحصبة
أما في ولاية ميشيجان، فقد تم تسجيل 3 حالات مترابطة في مقاطعة مونتكالم، غرب الولاية، وأكدت السلطات الصحية أن هذه الإصابات مرتبطة بتفشٍّ واسع للحصبة في مقاطعة أونتاريو الكندية، وبلغ إجمالي الحالات المؤكدة في الولاية حتى يوم الخميس سبع حالات، أربع منها غير مرتبطة بالتفشي المحلي. ويُعد هذا أول تفشٍّ للحصبة في ميشيغان منذ عام 2019.
وسُجلت حالات إصابة بالحصبة أيضًا في ولايات أخرى، من بينها ألاسكا، كاليفورنيا، فلوريدا، جورجيا، نيويورك، وواشنطن، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد تم توثيق سبع بؤر تفشٍّ مؤهلة ضمن تعريف تفشٍّ وبائي بحلول منتصف أبريل 2025، ويُعرَّف التفشي بأنه ثلاث حالات مترابطة أو أكثر.
وأشارت الوكالة إلى أن معظم الحالات في الولايات المتحدة تعود إلى أفراد أُصيبوا بالعدوى أثناء السفر إلى الخارج، ما يُبرز دور السفر الدولي ومعدلات التطعيم المنخفضة في انتشار المرض، وقد سجلت البلاد حتى الآن 712 حالة هذا العام، مقارنة بـ1.274 حالة في عام 2019، عندما كادت الولايات المتحدة تفقد تصنيفها كدولة خالية من الحصبة.
وتشدد السلطات الصحية على أن الوسيلة الأنجع للوقاية من الحصبة هي تلقي لقاح MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية)، والذي يُعطى على جرعتين، الأولى بين عمر 12 إلى 15 شهرًا، والثانية بين 4 إلى 6 سنوات.
ويُنصح بعض البالغين، خاصة من يعيشون في مناطق تشهد تفشيًا نشطًا أو ممن يعانون من أمراض مزمنة، بالحصول على جرعة معززة، كما أوصى مركز السيطرة على الأمراض بإجراء فحص الأجسام المضادة (MMR titer) عند الشك في مناعة الشخص، مع التأكيد على أن الجرعة الإضافية آمنة حتى في حال توفر مناعة سابقة.
أعراض الحصبة ومخاطرها الصحية
وتبدأ الحصبة عادة بأعراض تنفسية تشمل الحمى، وسيلان الأنف، والسعال، واحمرار العينين، ثم يظهر الطفح الجلدي بعد أيام، يبدأ من الوجه وينتشر تدريجيًا إلى باقي الجسم، وقد تتجاوز درجة الحرارة في ذروة المرض 40 درجة مئوية.
ورغم أن معظم المصابين يتعافون دون مضاعفات، إلا أن الحصبة قد تؤدي إلى التهابات خطيرة في الرئة، وتورم الدماغ، والعمى، وقد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة.