فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وثوابه العظيم.. الإفتاء تصحح خطأ شائعا

جاء في فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وثوابه العظيم، الكثير من الآثار والأحاديث، ويترقب المسلمون هذه الأيام المباركة لاغتنامها خاصة بعد أن أقسم بها المولى عز وجل في القرآن في قوله “والفجر وليالٍ عشر”. ويحين موعد استطلاع شهر ذي الحجة يوم الثلاثاء 27 مايو 2025، الموافق لـ 29 شعبان 1446، وفقًا للتوقيت الهجري المصري. لذلك، نقدم عبر القاهرة 24 معلومات هامة توضح فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وثوابه العظيم وأهم المفاهيم المغلوطة حوله.
فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وثوابه العظيم
يكمن فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وثوابه العظيم، فيما ورد إلينا من آيات عظيمة تبين قدرها، فقد استدلت دار الإفتاء المصرية بقول الله تعالى ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، والتي ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الليالي هي العشر من ذي الحجة، لبيان فضلها العظيم.
وحول فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وثوابه العظيم، شددت دار الإفتاء على عدم دقة عبارة صيام العشر من ذي الحجة؛ لاشتمالها على ما يحرم صومه وهو يوم العيد. وأن فضل صيام الأيام الثمانية الأولى؛ يكمن في أن الصوم من جملة العمل الصالح، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة صوم يوم عرفة، وحرمة صوم يوم العاشر، وهو يوم العيد.
وأوضحت الإفتاء أنه من الآداب الخاصة بالعشر من ذي الحجة أيضًا لمن يعزم على الأضحية: ألا يمس شعره ولا بشره؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا” أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه” عن أم سلمة رضي الله عنها.
بينت الإفتاء أنه لا يجوز لمن يعتزم ذبح أضحية إزالة الظفر بقَلْم أو كَسْر أو غيره، والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق، أو أخذه بنورة أو غير ذلك، وسواء شعر الإبط والشارب والعانة والرأس وغير ذلك من شعور بدنه، والنهي عن ذلك كله قبل دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، محمول على كراهة التنزيه وليس بحرام.
والحكمة في النهي: أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، والتشبه بالمحرم في شيء من آدابه، وإلا فإن المضحي لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم.

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوبة
وأوضحت الإفتاء في فتوى رسمية لها، أن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة يتضح فيما يتعلق بها من الأحكام والآداب والفضائل، ومنها أنها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه.
وأوضحت أن العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ” يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: “وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ” أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
وردًا على تساؤل حول أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفضله، أكدت الدار أنه يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأن صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام.
وشرحت في ردها بأن الصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح الذي حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مر في حديث ابن عباس.

كم يوم صيام العشر من ذي الحجة؟
ولحسم كم يوم صيام العشر من ذي الحجة؟، شددت دار الإفتاء على أن الصيام يستحب بداية من اليوم الأول من ذي الحجة وحتى اليوم التاسع وهو يوم عرفة، فيما يحرم صوم يوم عيد الاضحى.
فضل صيام يوم عرفة
وشددت على ضرورة أن يغتنم المسلم فضل صيام يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، لأن صوم يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حث عليها في كلامه الصحيح المرفوع.
واستدلت الإفتاء بما رواه أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ” أخرجه مسلم، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.