ترامب vs هارفارد والجامعات.. من سينتصر القمع والتهديد أم العلم والحرية؟

تواجه الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية أزمة كبرى بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الحُكم، وذلك إثر حركات المظاهرات الداعمة لغزة بسبب إطلاق الاحتلال الإسرائيلي لحرب إبادة جماعية على القطاع.
وقادت الجامعات الأمريكية خاصة جامعة كولومبيا حركة طلابية في جميع أنحاء العالم، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ووقف أي تمويل ودعم من المؤسسات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو الحراك الذي أتى بثماره على العديد من النواحي، حيث ألغت مؤسسات تعليمية وشركات في أمريكا وكندا وغيرها من الدول جميع الاستثمارات المشتركة مع إسرائيل.
إلا أنه، وعلى الرغم من انتهاء التظاهرات إلى حد كبير، قرر الرئيس ترامب محاسبة هذه الجامعات التي وقفت ضد الاحتلال الإسرائيلي، وطالب جميع إدارات الجامعات بإحكام قبضتها الأمنية على الطلاب ومنع التظاهرات، فضلًا عن فرض إصلاحات وقوانين هيكلية جديدة تمنع أي تصرف قد يشتبه في معاداته للسامية، وهي التضييقات التي رفضتها الجامعات الأمريكية بقيادة جامعة هارفارد التي عُرفت على مر التاريخ بأحد أبواق الحرية والحركات الطلابية بالعالم.
الأمر الذي جعل إدارة ترامب تجمد أكثر من ملياري دولار من المنح والعقود متعددة السنوات في جامعة هارفارد، بعدرفض قادتها إجراء تغييرات رئيسية في السياسة.
رئيس هارافارد يقف ضد ترامب: لن نتنازل عن استقالالنا
ورفضت جامعة هارفارد القضاء على برامج التنوع والإنصاف والشمول، وحظر الأقنعة في احتجاجات الحرم الجامعي، وسن إصلاحات للتوظيف والقبول على أساس الجدارة، وتقليل سلطة أعضاء هيئة التدريس والإداريين التي وصفتها الإدارة الجمهورية بأنها أكثر التزامًا بالنشاط من المنح الدراسية.
وكتب رئيس جامعة هارفارد آلان إم جاربر، عبر حساباته الشخصية: لن تتنازل الجامعة عن استقلالها أو حقوقها الدستورية.
وألغت إدارة ترامب مؤخرًا أو جمدت أكثر من مئات الملايين من الدولارات من التمويل الفيدرالي لسبع جامعات ثرية، وهي: كولومبيا وبنسلفانيا وبرينستون وهارفارد وبراون وكورنيل ونورث وسترن. ولتبرير هذه التحركات، استشهد مسؤولو ترامب بسياسات الجامعات للرياضيين المتحولين جنسيًا ومعاداة السامية المزعومة والتمييز العنصري.
كما يهدد ترامب خلال الفترة الحالية، بإلغاء الإعفاء الضريبي المُطبق على الجامعات الكبرى، وهو ما سيثقل كاهل الجامعات الأمريكية ويقيدها.
ونشرت الفورين بوليسي تقريرًا تشير فيه إلى أن ترامب يستهدف المؤسسات ذات التمويلات الضخمة ويراهن على أنها لن تقاوم.
إلا أن جامعة هارفارد تصدرت عناوين الصحف، عندما وقف رئيسها آلان جاربر ضد إدارة ترامب، رافضًا الانصياع لمطالب الجامعة بالقضاء على برامج التنوع، والحد من احتجاج الطلاب والسماح بعمليات التدقيق الفيدرالية مقابل تمويلها الفيدرالي.
وجاء رفض جاربر لمطالب ترامب في أعقاب إعلان الوكالات الفيدرالية أنها ستراجع 9 مليارات دولار من التمويل لجامعة هارفارد قبل أسبوعين. وردت إدارة ترامب بسرعة، حيث جمدت 2.2 مليار دولار من المنح متعددة السنوات و60 مليون دولار من العقود متعددة السنوات للجامعة، كما هدد ترامب صباح الثلاثاء بتجريد الجامعة من وضع الإعفاء الضريبي عبر منشور على Truth Social.
تضامن الجامعات مع هارفارد للوقوف ضد ترامب
وكتب رئيس جامعة ستانفورد وعميدها: اعتراضات هارفارد متجذرة في تقليد الحرية الأمريكي، وهو تقليد أساسي لجامعات بلدنا، ويستحق الدفاع عنه.
كما قال رئيس برينستون: برينستون تقف مع هارفارد.
وكتبت أيضًا رئيسة جامعة كولومبيا -التي حاولت دون جدوى معارضة مطالب ترامب- داعمًا لجامعة هارفارد: ستضرب في صميم مهمة تلك الجامعة الموقرة.
كما أشارت رابطة مكافحة التشهير هذا الأسبوع إلى أن البيت الأبيض يمارس نفوذًا كبيرًا على كليات البلاد.