هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء الصيام؟.. شرط واحد

مع اقتراب عيد الأضحى، يتساءل الكثيرون هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء الصيام، لمن يرغب في اغتنام فضل العشر من ذي الحجة وفي نفس الوقت قضاء ما أفطره في شهر رمضان؟ ونظرا لأهمية عبادة الصوم ضمن أفضل الأعمال، فيحرص الجميع على الفوز به مع عدم تجاهل صيام الفرض، وهو ما سنوضحه عبر القاهرة 24 في إجابات شتى حول هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء الصيام، وهل يجوز صيام بعض الأيام العشر أو يوم واحد فقط منها؟
هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء الصيام
هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء الصيام؟، سؤال أجاب عنه الشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، إذ أوضح في فيديو مصور له، أن من كان عليه صيام أيام من رمضان، أو كانت المرأة عليها أيام بسبب العذر الشهري في رمضان وتريد أن تقضي ما عليها في هذه الأيام، فيجوز أن تجمع بين النيتين: نية صيام أيام ذي الحجة ونية قضاء ما عليها.
واشترط الشيخ أن تكون النية الأساسية للقضاء لأن القضاء فرض، ثم تُدخل نية النفل في الفرض، موضحًا أن هذا مثل ما نفعله في الستة أيام من شوال، إذ نصوم ما علينا من رمضان في أيام شوال، فنكون قد جمعنا بين الخيرين. كذلك في أيام ذي الحجة، نقضي ما علينا بنية الصيام في ذي الحجة.
وفي هذه الأيام المباركة، أيام العشر من ذي الحجة، يُستحب أن تصوم ما تيسر لك. إذا استطعت صيام التسعة أيام فهذا خير وبركة، وإن لم تستطع لعجز أو مرض أو سفر، فاحرص على صيام يوم التاسع، وهو يوم عرفة.
على الأقل، احرص على صيام يوم عرفة في ذي الحجة لأنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، فاستعينوا بالله على صيام هذه الأيام، وربنا يتقبل، والسنة القادمة نكون كلنا على عرفة إن شاء الله، اللهم آمين.

حكم صيام أيام ذي الحجة بنية القضاء
وحول حكم صيام أيام ذي الحجة بنية القضاء، أكدت دار الإفتاء المصرية، في فتوى رسمية لها، جواز ذلك بشرط تقديم نية القضاء، موضحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ ففي “سنن أبي داود” وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس.
وشددت على أن أهل العلم أجمعوا على أنه ليس في صوم التسعة أيام الأولى من ذي الحجة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة.

هل يجوز إفطار يوم من عشر ذي الحجة؟
ولمن يتساءل هل يجوز إفطار يوم من عشر ذي الحجة؟، قال الشيخ وليد العيسوي أحد علماء الأزهر الشريف إن صيام العشر من ذي الحجة، هو صوم تطوع لله تعالى، يثاب فاعله ولا يأثم تاركه، ويكون على قدر الاستطاعة، وقد قال النبي: خذوا من الدين ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا.
وشدد على أن صيام العشر من ذي الحجة أو يوم عرفة ليس صيام فرض ولكنه تطوع يصوم منه الإنسان ما استطاع وأفضله صوم عرفة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة، لأنها أفضل أيام عند الله تعالى اشتملت كل العبادات، منها فريضتي الحج والصيام، أي صيام الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة الذي يباهي الله تعالى عباده ملائكته.
وورد عن جابر أن النبي قال: ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثا غبرا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوما أكثر عتقا من النار، من يوم عرفة.
كذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء.
ووفقا لما سبق نعلم جواب سؤال البعض هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية قضاء الصيام، وهل يمكن صوم يوم واحد فقط؟، بأن الإجابة في الحالتين نعم.