دار الإفتاء ترد على تصريحات سعد الدين الهلالي بعد تصريحاته بشأن الميراث| بث مباشر

أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، عقب حديثه عن الميراث أنه حق وليس فريضة مثل الصلاة والصوم، وأن المساواة قرار الشعب ولا يرفضها الإسلام.
دار الإفتاء ترد على تصريحات سعد الدين الهلالي
وحرصت دار الإفتاء المصرية، للكشف عن رأيها بشأن دعوة المساواة المطلقة في الميراث، وذلك بعد ظهور الدكتور هلالي في أحد البرامج التلفزيونية وحديثه عن الميراث.
وردت الإفتاء في بيان لها: الحمد لله الذي بيَّن فرائض هذا الدين فأحكمها، وحدَّد مواريث العباد فأقام بها ميزان العدل، مضيفة: تابعنا باهتمام بالغ النقاشات الدائرة حول الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي.
وأضاف بيان الإفتاء: التبرع الفردي لا ينتج تشريعًا عامًا يلغي أصل جواز التبرع ويجعله إلزامًا قانونيًّ، ولا خلاف بين العلماء في جواز تبرع الشخص لأخته أو غيرها من ماله أو نصيبه من الميراث، كما لا يوجد ما يمنع من تبرع الأخت لأخيها ومساعدته من مال الميراث أو غيره أيضًا، إذ التبرع باب من أبواب الإحسان، ولكن أن يُتخذ هذا الجواز الفردي ذريعة لاقتراح تشريع عام ملزم يُلغي أصل جواز التبرع علاوة على أحكام المواريث القطعية، فذلك خلط بين التصرف الفردي والتشريع الإلزامي، وهو مغالطة لا تخفى على ذوي العقول والبصيرة.
واستكمل البيان: القياس بين التبرع -وهو مباح- وبين تغيير فريضة الميراث -وهو محظور- هو قياس فاسد، أشبه بمن يقترح توزيع أموال الأغنياء بين الفقراء بالقوة لأنهم يستطيعون التبرع بها! فلو كان هذا منطقًا سليمًا، لما بقي حقٌ ثابت ولا مالٌ مصون، وإن ما يُراد فعليًا من هذه الدعوات ليس المساواة كما يُدعى، بل نزع القداسة عن النصوص القطعية، وتحويلها إلى ساحة نقاش وجدال، لكنها أمور محفوظة بحفظ الله لها، لأنه إذا قُبل هذا المنطق غير المستقيم، فستُفتح الأبواب لكل تأويل باطل، يُقاس فيه المشروع التبرع على غير المشروع تغيير الفرائض، ويمهد لهدم الضروريات الخمس، تحت غطاء الاجتهاد المجتمعي، والواقع أنه إلغاء للشريعة باسم الاجتهاد.
وأردف البيان: إذا ما تم تشريع المساواة في الميراث، فلن يعود التبرع خيارًا؛ بل يُصبح حقًا قانونيًّا يُمكن أن يُقاضى الأخ إن لم يعطِ أخته ما لم يُفرض عليه شرعًا، فيُسلَب الإنسان ماله، ويُحمّل ما لم يُكلّفه الله به، وهذا هو عين الظلم.