خبراء الصحة يحذرون: مكملات طبيعية شائعة لا تفيد الرجال في منتصف العمر

خبراء الصحة يحذرون: مكملات طبيعية شائعة لا تفيد الرجال في منتصف العمر

لسنوات طويلة، لجأ ملايين الرجال في منتصف العمر إلى مكملات عشبية تُروج كعلاج طبيعي لمشاكل تضخم البروستاتا الحميد، أبرزها مكمل نخيل المنشار أو ما يُعرف بـ Saw Palmetto، وكشف أبحاث جديدة من جامعة هارفارد أن هذه الحبوب لا تقدم الفعالية التي طالما وعدت بها الشركات المصنعة. 

خبراء يحذرون من المكملات العشبية

في تجربة سريرية كبرى شملت نحو 370 رجلًا، تبين أن حتى الجرعات الثلاثية من مكمل نخيل المنشار لم تُظهر أي فاعلية تتجاوز تأثير الحبوب الوهمية البلاسيبو، وأبلغ عدد من المشاركين في كلتا المجموعتين عن تحسن طفيف في الأعراض، ما يشير إلى أن ما يحدث قد يكون نتيجة تأثير نفسي وليس فعليًا من المكمل ذاته.

والدكتورة هايدي رايالا، أستاذة مساعدة في جراحة المسالك البولية بكلية الطب في جامعة هارفارد، أكدت لمجلة Harvard Health، أن فعالية هذا المكمل مبالغ فيه بشكل كبير، وأنه لو كان يحتوي فعلًا على مكونات فعّالة، لكانت شركات الأدوية قد حصلت على موافقة رسمية لاستخدامه كدواء معتمد ومغطى من شركات التأمين.

وأضافت: لا ضرر كبير من استخدامه، لكنه أيضًا لن يقدم لك فوائد تذكر، لذلك لا جدوى من إنفاق الكثير من المال عليه.

وفي تحليل آخر شمل أكثر من 4600 رجل، توصل الباحثون إلى نتيجة مماثلة، وهي أن نخيل المنشار يقدم فائدة ضئيلة أو معدومة لمن يعانون من أعراض تضخم البروستاتا أو مشاكل التبول.

خدعة تسويقية أم سوء رقابة؟

الدكتور مارك جارنيك، زميل رايالا، لفت إلى أن الإقبال الكبير على المكملات الطبيعية مفهوم، خاصة في ظل تخوف البعض من الأدوية الكيميائية، لكنه شدد على أهمية تقييم السبب الحقيقي وراء الأعراض قبل اللجوء لأي علاج عشبي.

وتعود الشكوك بشأن فعالية المكملات إلى عام 2015، عندما كشفت تحقيقات في نيويورك أن العديد من المنتجات العشبية التي تُباع في المتاجر لا تحتوي على الأعشاب المعلن عنها أصلًا، بل كانت مليئة بحشوات رخيصة مثل القمح والأرز والنباتات المنزلية.

ويُقدر أن نحو 14 مليون رجل في الولايات المتحدة يعانون من تضخم البروستاتا الحميد، بينما تشير بيانات مؤسسة هارفارد هيلث إلى أن ثلث متناولي المكملات يعتمدون على نخيل المنشار.