إبراهيم الدراوي يكتب: من منطقة الحسين إلى معبر رفح.. رسائل القاهرة العلنية والمشفرة لإسرائيل عبر ماكرون

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
بين مقام سيدنا الحسين في قلب القاهرة التاريخية، إلى معبر رفح البري، الذي صار مسرحًا لتقاطعات الأمن والسياسة والدبلوماسية، تتواصل الرسائل المصرية، وإشاراتها المشفّرة، وفق ما تعبر عنه زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى مصر.
ففي الوقت الذي تستعر فيه نيران التصدع داخل المؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، بدت القاهرة واحة للأمن والاستقرار والتسامح، من واقع زيارة الرئيس الفرنسي واستقباله الرفيع بمنطقة الإمام الحسين.
المشهد أعاد للواجهة البعد الرمزي العميق الذي توظفه مصر حين تسعى لترسيخ خطابها الإقليمي، قبل توجهه المرتقب نحو معبر رفح، ما يركز الدور المركزي لمصر في ربط الجغرافيا بالدبلوماسية، وأنها الرقم الأهم في المعادلة الإقليمية.
من بين الرسائل المُشفّرة، أن ماكرون، الذي حاول لعب دور الوسيط الأوروبي، عاد محمّلًا بقائمة من الرسائل المصرية، أهمها أن حرص القاهرة على الأمن الإقليمي، لن يجعلها تتهاون حال تجاوز إسرائيل الخطوط الحمراء التي رسمتها القاهرة.
يأتي هذا فيما تفاقم الانقسام الداخلي في إسرائيل، بين أذرع الدولة العميقة (الجيش، الشاباك، الشرطة، والنظام السياسي) من واقع تعيين، أيال زامير، رجل المؤسسة السياسية، رئيسا لأركان جيش الاحتلال، فيما يوجه نتنياهو معركته صوب الشاباك.
لكن هذه المعركة معقدة، خرجت من يد نتنياهو واتجهت نحو المحكمة العليا، التي ستبت يوم 8 أبريل في مصير رونين بار، رئيس الشاباك، في ظل تورط مقربين من نتنياهو في فضائح «قطر غيت» وتسريب وثائق سرية.
على الجانب الآخر، يواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، ترويض الشرطة، وتفكيك هياكلها، وأخضعها للمستوى السياسي، ولأول مرة منذ تأسيس «إسرائيل»، تفقد الأجهزة الأمنية استقلاليتها المهنية بالكامل.
ويبقى أن مصر لن تبارك زوال غزة ولا ستارة دخان رفح، لكنها أيضًا لن تسمح بقيام مشروع إسرائيلي يُعيد هندسة الإقليم، وحين ينفجر الكيان من داخله، ستبدو القاهرة، ولو صامتة، كأنها كانت تحسب أنفاسه الأخيرة.