حكم بيع الخطوط مجهولة البيانات أو ذات البيانات الخاطئة.. الإفتاء توضح

حكم بيع الخطوط مجهولة البيانات أو ذات البيانات الخاطئة.. الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء سؤالا من أحد المتابعين نصه: ما حكم بيع الخطوط مجهولة البيانات والخطوط ذات البيانات الخاطئة؟، وما حكم كل من يعمل ويساعد على تفعيل هذه الخطوط.. من أول بائع الرصيف، حتى المدير التنفيذي للشركة، حيث إن القنابل التي تلقى هنا وهناك يتم تفجيرها من خلال خط أو شريحة مجهولة البيانات أو بيانات خاطئة فعلتها إحدى الشركات دون التأكد من بياناتها على حساب الدم.

وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني في فتوى سابقة: يحرم شرعًا بيع خطوط وشرائح المحمول المجهولة البيانات أو ذات البيانات الخاطئة ما دامت قد أصبحت وسيلة للتستر على الجرائم والمجرمين؛ لأن الوسيلة إلى الحرام حرام، ويجب على كل مَن هو داخل في منظومة تداول خطوط المحمول وتشغيلها -من بائعٍ أو مشترٍ أو مدير تنفيذي أو غير هؤلاء- أن يستكمل كافة الإجراءات التي تُلزِمُه بها اللوائحُ وجهة الإدارة والقوانين المنظمة لها، وإلا عُدَّ مشاركًا في إثم الجرائم والمفاسد التي تمارس تحت ستار البيانات المجهولة والخاطئة.

وأضافت: الحفاظ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصد مِن المقاصد الشرعية، وهو إحدى الكليات الخمس العليا في الشريعة الإسلامية؛ ولذلك جعلت الشريعة الأصل في الدماء والفروج هو الحرمة، وسنَّت من الأحكام والحدود ما يكفل الحفاظ على نفوس الآدميين، ويحافظ على استقرار المجتمعات، وسدَّت من الذرائع ما يمكن أن يمثل خطرًا على ذلك حالًا أو مآلًا.

وواصلت الإفتاء: لم يُحرِّم الإسلام شيئًا إلَّا حرَّم ما يوصل إليه؛ فقد تقرر في قواعد الشريعة أن حَرِيمَ الحرامِ حرامٌ، وأن للوسائل أحكامَ المقاصد؛ فوسيلة الحرام حرام، ووسيلة الواجب واجبة إذا تعيَّنت سبيلًا لأدائه.. وهكذا.

وفي سياق آخر، وصل وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، إلى العاصمة الكرواتية، زغرب، في زيارة تستمر ليومين من أجل المشاركة في مؤتمر بعنوان “العلم والدين والذكاء الاصطناعي: الجوانب الأخلاقية – التآزر لا الشك”، وهو المؤتمر الذي تنظمه المشيخة الإسلامية في كرواتيا بالتعاون مع الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون، ومجلس الجمعية الإسلامية في زغرب، والأكاديمية الدولية للعلوم والفنون في البوسنة والهرسك.

وكان في استقبال الوزير والوفد المرافق لدى وصولهم إلى مطار زغرب سعادة السفير عصام بدران، القائم بأعمال سفير مصر في كرواتيا؛ وسماحة مفتي المسلمين في كرواتيا الدكتور عزيز حسانوفيتش.

وأعرب الوزير عن خالص شكره لسعادة السفير على الإعداد للزيارة والحرص على اتخاذ الترتيبات اللازمة لاستغلالها أفضل استغلال، موضحًا أن هذا يأتي في إطار الدور الممتد لمصر وأزهرها المنير في الدنيا كلها.

كما أعرب الوزير عن سعادته البالغة بتجديد لقائه بسماحة مفتي المسلمين في كرواتيا، وعن اعزازه بالدور المهم الذي ينهض به في قيادة المجتمع المسلم في كرواتيا بحكمة في ظل ما توفره الدولة الكرواتية من احتضان كامل للمسلمين على أسس المواطنة والثقة والاحترام.

جدير بالذكر أن المشيخة الإسلامية في كرواتيا تعقد مؤتمرها بصفة سنوية، وتتخير له موضوعات تتماس بقوة مع واقع المسلمين خاصة وأوروبا والعالم عمومًا؛ وتدعو له كبار الشخصيات من مختلف الدول والأديان والتخصصات.

وأثنى الوزير على حياة المسلمين في كرواتيا لما يتجسد فيها من معاني احترام المواطنة، والالتزام بوحدة الصف، وحرص الدولة على الاعتراف الرسمي بالديانات وتنظيم شئونها وتيسير ممارسة الشعائر وإقامة دور العبادة وتدريس تعاليم الدين.

ومن المقرر أن يلقي الوزير كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يتناول فيها الرؤية الإسلامية للعلم والتعلم والاستزادة المعرفية، وما يتصل بذلك من شروط اكتساب العلم، وفرضية تحصيله، وآداب الاستفادة به ومنه، وحرمة استغلاله في الإضرار بالإنسان أو البيئة أو بأي شيء مما خلق الله في أكوانه.