بصمة لا تُنسى.. ماذا تبقى من سمير وحيد؟

في صمت يليق بالكبار، رحل الفنان سمير وحيد عن عالمنا في مثل هذا اليوم 25 أبريل من عام 1997، بعد أن قضى سنواته الفنية بين الخشبة والكاميرا، مجسدًا شخصيات حفرت لها مكانًا في ذاكرة المشاهد رغم غياب الأضواء عنها، لكنه كان من أولئك الذين يمنحون العمل قيمة، ويجعلون من المشهد العابر بصمة لا تُنسى.
ذكرى وفاة سمير وحيد
بدأ سمير وحيد مسيرته من بوابة المسرح، حيث تخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية في أوائل السبعينيات، وانتمى لجيل تربى على الالتزام الفني والثقافي، قدم عشرات المسرحيات، كان أبرزها عالم علي بابا، وكلام فارغ، التي جمع فيها بين الأداء والإخراج، مؤمنًا بأن الخشبة تصقل الموهبة أكثر مما تفعل الشهرة.
أعمال سمير وحيد
في السينما، لا يمكن أن نمر مرور الكرام على أدواره في أفلام مثل البريء وسواق الأتوبيس، وهما من بين أعمدة السينما الواقعية المصرية في الثمانينيات، أدواره لم تكن بطولية، لكنها كانت “ضرورية”، تكمّل البناء، وتمنح العمل مصداقية نادرة، كان ممثلًا يعرف تمامًا متى يتكلم ومتى يترك للصمت مهمة التعبير.
أكثر ما عرفه الجمهور به كان من خلال مشاركاته في الأعمال الدرامية، مثل رأفت الهجان وأرابيسك وضمير أبلة حكمت، قدم فيها شخصيات موظفين، مثقفين، عسكريين، ورجال شارع، بنفس الكفاءة والصدق، كان حضوره مريحًا، يشبه الناس في تفاصيله، وربما لهذا صدقه الناس.
لم تبقَ أفلامه تُعرض في المواسم، ولم تخلّد المسلسلات اسمه في تترات الشرف، ولم تقم مهرجانات لتكريمه، لكن، في كل مرة نشاهد فيها مشهدًا صادقًا لرجل بسيط، أو موظف مكسور، أو مثقف هامشي، نُدرك أن سمير وحيد لا يزال هنا في ملامح الشخصيات التي جسّدها، وفي ذاكرة الفن الحقيقي، وفي قلوب من يعرفون الفرق بين الممثل والنجم.
وفاة سمير وحيد
رحل سمير وحيد إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر لم يتجاوز 51 عامًا، دون أن يُكرم كما يليق بتاريخه، لم يُسلط الإعلام الضوء على ذكرى وفاته، ولم تُستعاد أعماله كما ينبغي. ظل في الذاكرة “ذلك الفنان الذي لا تعرف اسمه لكنك لا تنسى وجهه”، وهو تعريف يحمل من الألم أكثر مما يحمل من المجد.
ورث الفنان رامي سمير وحيد ملامح والده الفنية، لكنه اختار أن يحتفظ بذكراه بعيدًا عن الأحاديث الصحفية. نادرًا ما يتحدث عنه، ربما احترامًا لوجعه، وربما لأنه يدرك أن الكبار لا يحتاجون من يتحدث عنهم، بقدر ما يحتاجون من يتذكرهم بصدق.
آخر أعمال سمير وحيد
يذكر أن آخر أعمال سمير وحيد مسلسل الحفار، والذي ضم العديد من الفنانين من بينهم حسين فهمي، يوسف شعبان، مصطفى فهمي، سمير وحيد، هالة صدقي، سماح أنور، وكان من إخراج وفيق مجدي.