اضطراب في الأسواق المالية وزيارة رئيس الأركان الهندي لكشمير.. مستجدات الأزمة بين نيودلهي وإسلام آباد

اضطراب في الأسواق المالية وزيارة رئيس الأركان الهندي لكشمير.. مستجدات الأزمة بين نيودلهي وإسلام آباد

يزور رئيس أركان الجيش الهندي كشمير اليوم الجمعة لمراجعة الترتيبات الأمنية، كما سيزور موقع الهجوم الدامي الذي استهدف سياحًا في الإقليم بداية هذا الأسبوع، في وقت أثارت فيه المخاوف من تصاعد التوترات مع الجارة اللدودة باكستان اضطرابًا في الأسواق المالية.

وحسب وكالة رويترز، قالت الهند إن عناصر باكستانية كانت ضالعة في هجوم الثلاثاء، الذي أطلق فيه مسلحون النار على 26 شخصًا في مرج بمنطقة باهالغام، فيما نفت إسلام أباد أي تورط.

وقد اتخذ البلدان النوويان عدة إجراءات متبادلة، أبرزها تعليق الهند لاتفاقية تقاسم مياه نهر حيوية، في حين أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام الطيران الهندي، إلى جانب خطوات أخرى.

ووفقًا لمصدر عسكري، من المقرر أن يقوم الجنرال أوبيندرا دويفيدي، رئيس أركان الجيش الهندي، بزيارة كشمير اليوم لمراجعة الترتيبات الأمنية، كما يُرجّح أن يزور موقع الهجوم، وذلك بعد يوم من تعهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بملاحقة المنفذين حتى أطراف الأرض.

وشهدت الأسواق الهندية تراجعًا اليوم الجمعة، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية بنسبة تقارب 1%، كما تراجع سعر الروبية، وارتفع العائد على السندات المرجعية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس.

وأعلنت شركتا الطيران الرئيسيتان في الهند، إنديجو وإير إنديا، أن بعض رحلاتهما الدولية، بما في ذلك المتجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، ستتأثر بإغلاق المجال الجوي الباكستاني، ما سيؤدي إلى زيادة في أوقات الطيران وتحويلات في المسارات.

وتزايدت الدعوات والتخوفات من احتمال تنفيذ الهند ضربة عسكرية داخل الأراضي الباكستانية، كما حدث في عام 2019 ردًا على هجوم انتحاري في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 من عناصر الشرطة شبه العسكرية.

ودعا عدد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي، الذي يتزعمه مودي، إلى تحرك عسكري ضد باكستان.

أزمة إقليم كشمير

وتدّعي كل من الهند وباكستان السيادة الكاملة على إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة، في حين يسيطر كل طرف على جزء منه. وتتهم الهند، ذات الغالبية الهندوسية، باكستان ذات الأغلبية المسلمة منذ زمن بعيد بدعم الانفصاليين الذين يقاتلون قوات الأمن في الجزء الخاضع لسيطرتها، وهو ما تنفيه إسلام أباد.

وصرّح مسؤولون هنود بأن الهجوم الأخير مرتبط بعناصر عابرة للحدود، وقد حددت شرطة كشمير ثلاثة أشخاص ضالعين في الهجوم، بينهم اثنان يحملان الجنسية الباكستانية، إلا أن الهند لم تقدم تفاصيل إضافية أو أدلة علنية على هذه الصلات.

وقال مودي، في خطاب ألقاه الأربعاء، إن القتلى ينتمون لمناطق مختلفة من الهند، فيما بثّت قنوات التلفزة مشاهد من مراسم تشييع الجثامين في عدة ولايات هندية.

وتصدّرت صور لنساء ينتحبن وأشخاص يصلّون أمام محارق جنائزية مشتعلة الصفحات الأولى لمعظم الصحف الوطنية الهندية صباح الجمعة.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، أقدمت السلطات في كشمير الهندية على هدم منازل اثنين من المشتبه بانتمائهم للجماعات المسلحة، أحدهما متهم بالتورط في هجوم الثلاثاء، بحسب مسؤول محلي.

وقد نفّذت حكومات الولايات التي يديرها حزب بهاراتيا جاناتا، عدة حملات لهدم منازل ومحال تجارية تزعم أنها غير قانونية وتعود لأشخاص متهمين بارتكاب جرائم، كثير منهم من المسلمين، فيما بات يُعرف شعبيًا بـ العدالة الفورية بالجرافات.

وفي حادث منفصل، أفاد الجيش الهندي بتبادل لإطلاق النار على خط المراقبة الفاصل بين شطري كشمير، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2021، والذي تم خرقه عدة مرات منذ ذلك الحين.