الأهلي يسقط في استاد القاهرة.. أزمة شاملة تهدد مستقبل البطل

الأهلي يسقط في استاد القاهرة.. أزمة شاملة تهدد مستقبل البطل

في الوقت الذي تتطلع فيه جماهير الأهلي إلى استعادة أمجادها المحلية والقارية، جاءت المواجهة مع صن داونز لتكشف حجم الأزمة التي تعصف بالقلعة الحمراء.

فشل فني، تراجع إداري، وأداء هزيل جعل الفريق يبدو وكأنه ظل لنفسه.. فماذا يحدث داخل أسوار الأهلي؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا السقوط المدوي؟

لم تكن خسارة الأهلي أمام صن داونز مجرد نتيجة سلبية عابرة، بل كانت عرضًا حقيقيًا لأزمة متجذرة داخل فريق الأهلي، الذي لطالما كان رمزًا للبطولات والانتصارات، بدا بلا روح، بلا خطة، وبلا هوية واضحة فوق أرضه وبين جماهيره.

رغم وفرة النجوم التي تضمها قائمة الفريق، من لاعبين محليين ودوليين ومحترفين أجانب، إلا أن الأداء كان أقرب للعشوائية منه لكرة القدم الحديثة، لا تنسيق بين الخطوط، لا وجود لأسلوب هجومي واضح، ولا حتى لمحات فردية تنقذ الموقف، الجميع يتحرك بلا هدف وكأن اللاعبين لم يتلقوا أي تعليمات فنية قبل المباراة.

صن داونز استغل هذا الانهيار بذكاء شديد، فريق منظم يعرف جيدًا ماذا يريد، وكيف يحقق أهدافه. ضربات مرتدة منظمة، استغلال مثالي للأخطاء الدفاعية القاتلة، وتحكم كامل في مجريات المباراة، ليخرج بفوز مستحق ومستفز بالتعادل في آخر دقائق المباراة لكل من شاهد المباراة بعين أهلاوية.

مدير فني فقير.. وإدارة متفرجة

المسؤولية الكبرى عن هذا الانهيار تتحملها المنظومة الفنية للأهلي، بداية من المدير الفني الذي أثبت في كل مناسبة عجزه التام عن التعامل مع التحديات الكبرى.

مدرب لا يمتلك الجرأة الهجومية ولا المرونة التكتيكية، عاجز عن استغلال قدرات لاعبيه بالشكل الأمثل، وفشل ذريع في إعادة دمج العناصر العائدة من الإصابة مثل علي معلول وعمرو السولية الذين ظهروا تائهين بعيدًا عن مستواهم المعروف.

الإخفاق لم يتوقف عند سوء توظيف اللاعبين فقط، بل امتد إلى غياب تام للخطط البديلة خلال المباريات، مما جعل الأهلي فريسة سهلة لأي فريق يمتلك تنظيمًا وتخطيطًا.

أما إدارة الأهلي، التي كان يُنتظر منها أن تتدخل لحماية الفريق من الغرق، فاختارت موقف المشاهد الصامت، مكتفية بمراقبة النتائج السلبية تتوالى، دون اتخاذ قرارات حاسمة بإقالة المدرب أو إعادة هيكلة الجهاز الفني.

تكرار الإخفاقات.. والدوري ليس استثناءً

 

لم تكن مباراة صن داونز استثناءً في سجل الإخفاقات الأخيرة. فقبلها عانى الأهلي من تعادلات متكررة في الدوري المصري مع فرق أقل في الإمكانيات والطموح، وهو ما كلفه إهدار نقاط ثمينة أبعدته عن المنافسة الجادة على اللقب.

الأهلي، الذي كان يحسم مباريات الدوري بسهولة في السابق، بات اليوم يتعثر أمام فرق متوسطة، ويظهر بمستوى لا يليق باسمه ولا بجماهيره، في ظل أداء باهت يفتقر للحماس، وللخطط، وللشخصية القوية داخل الملعب.

جماهير غاضبة.. وثورة قادمة؟

الجماهير الحمراء، التي اعتادت على البطولات ولا ترضى بغيرها، لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الأعذار أو الصبر على تكرار الكوارث، الأصوات المطالبة برحيل الجهاز الفني تصاعدت، ومعها دعوات لإجراء تغييرات واسعة داخل إدارة النادي، بهدف إعادة الأهلي إلى طريقه الصحيح.

التاريخ يقول إن الأهلي لا يسقط بسهولة، لكنه أيضًا لا يسامح من يفرط في مبادئه وشخصيته، لذلك، تبدو الأيام القادمة حاسمة، وقد تشهد تغييرات جذرية إذا أراد المسؤولون إنقاذ ما تبقى من موسم كارثي بكل المقاييس.

أصبح الأهلي اليوم في مفترق طرق حقيقي، الاستمرار على نفس النهج يعني الغرق أكثر فأكثر في دوامة الانهيار، أما التحرك السريع والحاسم فقد يعيد بناء الفريق واستعادة الكبرياء المفقود.

القرار الآن بيد الإدارة، إما أن تعلن ثورة التصحيح، أو تتحمل مسؤولية ضياع الأهلي أمام أعين الجميع.