جزيرة أمريكية لا تسمح باستخدام السيارات منذ 1898.. ما القصة؟

في قلب عاصمة السيارات العالمية، وتحديدًا بولاية ميشيجان الأمريكية، تقع جزيرة ماكيناك الخالية تمامًا من المركبات الحديثة، يعيش فيها 600 شخص و600 حصان، في نمط حياة يعيد إحياء روح الماضي.
وبحسب ما نشرته صحيفة الـBBC، رغم أن ولاية ميشيجان، موطن شركات عملاقة مثل فورد وجنرال موتورز وكرايسلر، تُعرف عالميًا بلقب عاصمة السيارات، إلا أن بحيرة هورون تحتضن جزيرة ماكيناك، تلك البقعة الخلابة التي تحظر السيارات منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتحافظ على سحر الزمن القديم.
وتبلغ مساحة جزيرة ماكيناك نحو 3.8 كيلومتر مربع، ويقطنها حوالي 600 شخص على مدار العام، حيث لا يُسمح باستخدام المركبات الآلية أو حتى عربات الجولف، والأصوات التي قد تسمعها في أرجاء الجزيرة غالبًا ما تكون زقزقة الأوز أو صرير البوم، لا أصوات المحركات.
سر غياب السيارات
تعود قصة حظر السيارات إلى عام 1898، عندما تسبب انحراف مركبة بمحرك عن مسارها في إثارة ذعر الخيول المحلية، ما دفع سلطات القرية إلى حظر محركات الاحتراق الداخلي، وهو القرار الذي سرعان ما شمل كامل الجزيرة بعد عامين، ومنذ ذلك الحين، ظل الحصان الملك بلا منازع على طرقات ماكيناك، بحسب ما أوضحته أورفانا تريسي مورس، مالكة أحد متاجر الحرف اليدوية بالجزيرة.
اليوم، وبعد مرور أكثر من 100 عام، لا تزال الخيول تقوم بجميع المهام اليومية، من جمع النفايات إلى توصيل الطرود البريدية عبر شركات مثل FedEx، مما يحافظ على الطابع الهادئ للجزيرة التي تستقطب سنويًا حوالي 1.2 مليون زائر عبر رحلات بالعبّارة من مدينتي ماكيناو وسانت إجناس.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، تحولت جزيرة ماكيناك إلى وجهة صيفية مفضلة للأسر الثرية من شيكاغو وديترويت، الذين كانوا يلجؤون إلى مياهها الصافية وطبيعتها الخلابة هربًا من صخب المدن.
رغم كل هذا التطور الذي طال العالم، تبقى ماكيناك شاهدًا حيًا على إمكانية العودة إلى نمط حياة بسيط، حيث التنقل بالدراجات أو العربات التي تجرها الخيول، في مشهد يبدو وكأنه توقف عند زمن آخر.