ذكرى ميلاد سناء جميل.. حكاية امرأة صنعت مجدها بالموهبة والصمت

في مثل هذه الأيام، وُلدت ثريا يوسف عطا الله، التي عرفها العالم باسم سناء جميل، امرأة صنعت مجدها وسط صخب الحياة، لكنها كانت تختار الصمت متى أرادت أن تحفظ كرامتها أو تنقذ موهبتها من الابتذال.
ذكرى ميلاد سناء جميل
وولدت سناء جميل يوم 27 أبريل 1930، ومنذ طفولتها كانت تشعر أن لها روحًا لا تشبه القيود، رغم اعتراض أهلها، هربت إلى القاهرة لتلتحق بمعهد التمثيل، متحدية مجتمعًا لا يرحم المرأة الطموحة.
اللحظة الفارقة الأولى كانت عندما اكتشفها المخرج زكي طليمات، والذي آمن بموهبتها حتى إنه كان يسميها الموهبة الاستثنائية، ودعمها في سنواتها الأولى الصعبة.
سناء لم تبدأ طريقها مفروشا بالورود، بل كثيرًا ما عانت الجوع وقسوة الوحدة، خاصة بعدما قاطعتها أسرتها لسنوات طويلة بسبب اختيارها للفن.
رغم الألم، لم تتراجع وكانت تقول دائمًا: الفن حب.. والحب عمره ما كان جريمة.
من المسرح إلى الشاشة الكبيرة، قدمت شخصيات لا تُنسى، أبرزها نفيسة في بداية ونهاية 1960، لم تكن مجرد دور، بل كان اعترافًا قاسيًا بالظلم الذي قد يسكن قلوب البسطاء، دموع سناء لم تكن تمثيلًا، كانت حكايات جروح شخصية قديمة.
ورغم قلة حواراتها الصحفية، إلا أن كل ظهور لها كان يترك أثرًا عميقًا، فكانت صادقة حد الوجع، تحدثت مرة في لقاء نادر عن شعورها بالخذلان من الوسط الفني بعد مرضها، وكيف كانت تعالج في صمت بعيدًا عن الأضواء.
فوي 22 ديسمبر 2002، رحلت سناء جميل بهدوء، كما كانت تحب أن تعيش، ولم يكن في جنازتها ضجيج المشاهير، لكن حضرها من فهموا أن قيمة الإنسان لا تُقاس بعدد المعزين، بل بعدد القلوب التي لمسها في صمت.
اليوم ونحن نحتفي بذكرى ميلادها، لا نُحيي مجرد اسم على ورق، بل نستعيد صوتًا صادقًا من زمن الفن الحقيقي.. زمن كانت فيه دمعة الممثلة أصدق من ألف مشهد متكلف.
آخر أعمال سناء جميل
يذكر أنه من آخر أعمال الفنانة سناء جميل قبل وفاتها مسلسل طرح البشر الذي عرض في عام 2002، وهو آخر أعمالها في الدراما التليفزيونية وشاركت فيه بجانب العديد من الفنانين منهم رياض الخولي ورانيا فريد شوقي ورشوان توفيق وطارق لطفي وغيرهم العديد من النجوم.