هل آكلات اللحوم النيئة صحية أم كارثة تنتظر الحدوث؟

هل آكلات اللحوم النيئة صحية أم كارثة تنتظر الحدوث؟

انتشرت في الآونة الأخيرة موجة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تروج لحمية تعتمد بشكل كامل على اللحوم، بل واللحوم النيئة تحديدًا، باعتبارها الطريق المختصر إلى الصحة المثالية واللياقة البدنية، ويعد ملك الكبد، أحد أشهر المؤثرين في هذا المجال، من أبرز الداعمين لهذا النمط الغذائي، إذ اعتاد تناول كميات ضخمة من الكبد النيء أسبوعيًا، مدعيًا أن العودة إلى طرق الأجداد في تناول الطعام هي السبيل الوحيد للصحة الحقيقية، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.

وبينما تزداد هذه الصيحة رواجًا، بدأت أصوات التحذير تتعالى، خصوصًا بعد تعرض “ملك الكبد” نفسه لأزمات صحية خطيرة في أواخر عام 2023، شملت ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم، ليكتشف لاحقًا أنه كان يستخدم المنشطات ليبدو أكثر لياقة أمام جمهوره.

ما هي حمية وجبات اللحوم؟

تعتمد هذه الحمية على استهلاك اللحوم فقط، دون أي فواكه أو خضراوات أو حبوب أو بقوليات، بعض المتحمسين يتبعونها بشكل أكثر تطرفًا، إذ يتناولون اللحوم نيئة تمامًا، مبررين ذلك بأن أسلاف الإنسان كانوا يتبعون هذا النهج الغذائي، وأن النباتات تحمل “مضادات تغذية” تضر بالصحة، إلى جانب الإيمان بأن الكربوهيدرات الحديثة هي سبب الأمراض المزمنة.

هل هناك مخاطر صحية حقيقية؟

ووفقًا للدكتور زاك، أخصائي التغذية السريرية، فإن الاعتماد على اللحوم النيئة ينطوي على مخاطر صحية جسيمة لا يجب تجاهلها:

نقص العناصر الغذائية الأساسية: مثل فيتامين C، مما قد يؤدي للإصابة بمرض الإسقربوط، بالإضافة إلى نقص الألياف والمعادن الحيوية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم.

أضرار على القلب والكلى: تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والبروتين قد يرفع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، مع زيادة العبء على الكلى.

اضطراب في ميكروبيوم الأمعاء: غياب الألياف الضرورية يؤدي إلى تراجع صحة البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي.

مخاطر التسمم الغذائي: تناول اللحوم النيئة قد يعرض الشخص للإصابة بأنواع متعددة من العدوى، منها السالمونيلا والطفيليات والديدان الشريطية، وهو اتجاه لاحظت الدراسات الحديثة زيادته بين متبعي هذه الحمية عبر الإنترنت.

ماذا عن قصص النجاح المنتشرة على السوشيال ميديا؟

يشير الخبراء إلى أن الشعور بالتحسن المؤقت الذي يروّج له بعض المستخدمين لا يعود إلى تناول اللحوم النيئة بحد ذاته، بل غالبًا إلى الامتناع عن الوجبات السريعة والأطعمة المُعالجة.

 كما أن الكثير من المؤثرين الذين يدّعون نتائج خارقة، قد يلجؤون إلى المنشطات، الفلاتر، والتلاعب بالصور لتحقيق مظهر بعيد عن الواقع.

وبدلًا من الانجراف وراء توجهات خطرة، ينصح الدكتور زاك باتباع نظام غذائي متوازن يجمع بين البروتينات الحيوانية والخضراوات والفواكه، لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم.

كما يشدد على أهمية استشارة أخصائي تغذية قبل إقصاء أي مجموعة غذائية أساسية من النظام الغذائي.