دمعة أم كسرت حاجز اليأس.. محافظ المنيا يستجيب لسيدة تعاني من الإيجار منذ 16 عاما: ليكي شقة

تتشابك خيوط المعاناة والأمل، فسطّر محافظ المنيا، اللواء عماد كدواني، مشهدًا إنسانيًا نادرًا، أضاء كشمعة في عتمة سنوات طويلة قضتها أم مصرية تحت وطأة الإيجار، بكلمة واحدة خرجت من قلب مسؤول، تحولت دمعة اليأس إلى ابتسامة فرح، لتُروي قصة إنسانية مؤثرة تجسد معنى المسؤولية الحقيقية والإنصات لآلام البسطاء.
16 عامًا من الإيجار صرخة أم تطلب السند
خلال جولة تفقدية لمجمع الخدمات بقرية آبا البلد في مركز مغاغة شمال المنيا، وبينما كان المحافظ يتفقد سير العمل ويلتقي بالمواطنين، تقدمت إليه سيدة بقلب مثقل بهموم سنوات طويلة، بكلمات بسيطة ومؤثرة، عبرت الأم عن معاناتها قائلة: “يا سيادة المحافظ، قضيت 16 عامًا من عمري أعيش في الإيجار، أدفع شهريًا 700 جنيه من قوت يومي، كل ما أتمناه في هذه الدنيا هو شقة صغيرة تأويني وتحفظ كرامتي”. في عينيها كانت تتلألأ دموع الحاجة والأمل الخافت، وفي صوتها رجاء أم تبحث عن سند يحميها من قسوة الظروف.
“خلاص ليكي شقة” كلمة تُعيد الحياة إلى قلب مُنهك
لم يتردد محافظ المنيا لحظة واحدة أمام صرخة الاستغاثة الصادقة. بقلب الأب الرحيم والمسؤول الحريص، بادر بالرد على الفور بكلمة حملت في طياتها معاني الإنسانية والعطاء: “خلاص يا أمي، ليكي شقة”. لم تكن مجرد وعد عابر، بل كانت قرارًا فوريًا نابعًا من إحساس عميق بمسؤوليته تجاه أبناء محافظته. هذه الكلمة القصيرة، بقدر ما حملت من بساطة، كانت بمثابة طوق نجاة لسيدة أنهكها الإيجار وقلق المستقبل.
توجيه فوري وتنفيذ عاجل وعد يتحول إلى حقيقة في لحظات
لم يكتفِ المحافظ بالوعد الشفهي، بل وجه على الفور رئيس مدينة مغاغة بضرورة تلبية طلب السيدة ومنحها الشقة المستحقة. ولم يتردد رئيس المدينة في الاستجابة الفورية لتوجيهات المحافظ، مؤكدًا أنه سيتم على الفور إنهاء الإجراءات اللازمة وتوقيع عقد تخصيص الشقة في نفس اليوم. هذا التفاعل السريع والفعال جسد حرص القيادة التنفيذية على ترجمة الاستماع لشكاوى المواطنين إلى حلول عملية وفورية.
دعوات من القلب وثناء على القائد فرحة تُضيء وجه صعيدية
لم تتمالك السيدة دموعها هذه المرة، لكنها كانت دموع فرح وامتنان. بقلب صادق ولسان عاجز عن التعبير عن مدى سعادتها، توجهت بالشكر العميق للمحافظ ولرئيس الجمهورية، قائلة بكلمات بسيطة نابعة من أعماق قلبها: “ربنا ينصرك ويكفيك شر المرض، ويخليك لنا يا ريس”. هذه الدعوات الصادقة كانت أبلغ تعبير عن تقديرها لهذا الموقف الإنساني الذي أعاد إليها الأمل في حياة كريمة ومستقبل أكثر استقرارًا.
قصة تُلهم والإنسانية تترجم إلى أفعال على أرض المنيا
هذا الموقف الإنساني الذي شهده مركز مغاغة ليس مجرد خبر عابر، بل هو قصة تُروى وتُلهم، وتؤكد أن الإنسانية لا تزال بخير وأن هناك مسؤولين يستمعون لآلام المواطنين ويسعون جاهدين للتخفيف عنهم. إنها قصة عن أم فقدت الأمل واستعادته بكلمة طيبة وفعل صادق، وقصة عن مسؤول ترجم شعوره بالمسؤولية إلى قرار فوري غيّر حياة إنسانة للأفضل. لتبقى هذه اللحظة شاهدًا على أن الإنسانية عندما تتجسد في أفعال القادة، فإنها قادرة على أن تصنع فارقًا حقيقيًا في حياة البسطاء وتُعيد إليهم الأمل في غدٍ مشرق.