دراسة تحذر: عدوى بالدجاج قد تكون وراء الارتفاع المقلق في عدد حالات سرطان القولون

دراسة تحذر: عدوى بالدجاج قد تكون وراء الارتفاع المقلق في عدد حالات سرطان القولون

كشفت أبحاث حديثة عن أدلة مثيرة للقلق تربط بين العدوى البكتيرية المنتشرة في الدجاج وخطر الإصابة بسرطان القولون في مراحله المتأخرة، فلطالما اتهمت اللحوم الحمراء والمصنعة بزيادة هذا الخطر، كانت الدواجن تعتبر خيارًا أكثر أمانًا، إلا أن هذه النظرة قد تتغير.

 العدوى البكتيرية المنتشرة في الدجاج

وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تشير الدراسات الأولية إلى أن سلالة شائعة من بكتيريا كامبيلوباكتر، المنتشرة غالبًا في الدجاج النيء، قد تساهم في تسريع تطور سرطان القولون من خلال التسبب في تلف الحمض النووي، عادةً ما تسبب هذه البكتيريا أعراضًا مثل الإسهال والغثيان والقيء، والتي تختفي خلال أسبوع، لكنها قد تشكل خطرًا على الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن ومرضى ضعف المناعة.

ورغم عدم إثبات العلاقة المباشرة بشكل قاطع، إلا أن الباحثين لاحظوا وجود مستويات أعلى من بكتيريا كامبيلوباكتر جيجوني لدى مرضى سرطان القولون الذين انتشر مرضهم مقارنة بمن بقيت إصابتهم محصورة، وفي مقال نُشر بمجلة Cell Host & Microbe، أوضح العلماء أن السم القاتل للخلايا الذي تنتجه هذه البكتيريا قد يلعب دورًا في تسريع تطور وانتشار الأورام السرطانية.

وفي تجارب أُجريت على فئران مزروعة بأنسجة بشرية لسرطان القولون، لاحظ الباحثون أن العلاج الكيميائي قد يؤدي إلى تسريع انتشار السرطان، مما يسلط الضوء على تعقيد العلاقة بين العدوى والعلاج.

ومن جهة أخرى، سجلت المملكة المتحدة ارتفاعًا بنسبة 27% في حالات العدوى ببكتيريا العطيفة بين عامي 2022 و2024، وهو ما دفع وكالة معايير الغذاء إلى تشديد الرقابة على منتجات الدواجن النيئة، التي تعتبر ملوثة إذا تجاوزت نسبة البكتيريا فيها 1000 وحدة مستعمرة لكل غرام.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تقدر الهيئة أن بكتيريا كامبيلوباكتر تكلف الاقتصاد البريطاني نحو 900 مليون جنيه إسترليني سنويًا نتيجة لتكاليف الرعاية الصحية وأيام العمل المهدورة.

لتقليل خطر الإصابة، تنصح الهيئات الصحية بضرورة طهي الدجاج جيدًا، الفصل بين اللحوم النيئة والأطعمة الأخرى، حفظ الدواجن في الثلاجة، وعدم غسلها لتجنب انتشار البكتيريا في المطبخ.

تناول كميات كبيرة من الدواجن

وفي سياق متصل، كشف علماء إيطاليون أن تناول كميات كبيرة من الدواجن قد يضاعف خطر الوفاة بسبب 11 نوعًا مختلفًا من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمعدة، فقد أظهرت دراسة شملت نحو 5000 شخص على مدار عقدين من الزمن، أن تناول أكثر من 300 غرام من الدواجن أسبوعيًا ما يعادل أربع حصص – يضاعف خطر الوفاة بسرطان الجهاز الهضمي مقارنة بمن يتناولون أقل من حصة أسبوعية.

ويُعتقد أن السبب قد يعود إلى تكون مواد كيميائية ضارة عند طهي الدواجن بدرجات حرارة مرتفعة، أو إلى الأعلاف والهرمونات والأدوية المستخدمة في تربية الدواجن.

كما لفتت دراسات أخرى إلى أن بكتيريا مثل هيليكوباكتر بيلوري وفوزوباكتيريوم نوكلياتوم وبعض سلالات الإشريكية القولونية قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.

وفي دراسة أخرى حديثة، وجد الباحثون الأمريكيون آثار مادة الكوليبكتين سم مرتبط بالسرطان في أورام سرطان القولون لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، ما يثير قلقًا إضافيًا بشأن ارتفاع معدلات الإصابة المبكرة بالمرض.

من جانب آخر، شهدت إنجلترا ارتفاعًا ملحوظًا بلغ عشرة أضعاف في حالات عدوى سلالة نادرة من الإشريكية القولونية المرتبطة بالخس الملوث خلال سبع سنوات فقط ويرجح الخبراء أن تغير المناخ، وتحسين أنظمة الرصد الطبي، وتغير أنماط الغذاء، ساهمت في هذا الارتفاع.