بين أسطورة الرجل الخارق وهواجس خصومه.. ترامب في كشف حساب أول 100 يوم من ولايته الثانية

بينما كانت الهتافات المؤيدة تعلو من كل جانب، وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وسط التجمع الجماهيري في مقاطعة ماكومب شمال مدينة ديترويت مركز صناعة السيارات، في ولاية ميشيجان، كعادته ملوحًا بيده ومستخدمها لإرسال إشارات التحية والسلام لـ4 آلاف من أنصاره الذين تجمعوا في المؤتمر الحاشد بمرور 100 يوم على بداية ولايته الثانية، لكنه سرعان ما استهل خطابه الكاشف بعبارات ووعود كانت كفيلة بأن تشعل الحماس بين مؤيديه، قائلًا: لقد انتصرنا 3 مرات وليس مرتين.. أنا أحب هذه الولاية وأعدكم بمزيد من فرص العمل ومزيد من فتح المصانع.. ونتطلع لمستقبل باهر والعصر الذهبي للولايات المتحدة بدأ.
مرور 100 يوم على انتخاب دونالد ترامب
تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن نجاحات حققتها إدارته خلال الـ100 يوم الأولى من بداية ولايته الثانية، ومنها أمن الحدود ومكافحة الهجرة، والتجارة، والتعليم، والحقوق المدنية، والتكنولوجيا، والابتكار وتوفير وظائف للأمريكيين، كما لم يخلو خطابه عن الهجوم الشرس عن منافسته الخاسرة بالانتخابات الأخيرة كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي وكذلك الرئيس السابق جو بايدن.
ترامب خلال خطابه وأمام الحشود من أنصاره، استدعى نموذجًا من أدبيات مكنون الشخصية الأمريكية وهو أسطورة الرجل الخارق، للاستدلال على نجاحه في تلك الفترة الزمنية القصيرة، حيث أشاد بأول 100 يوم من ولايته الثانية باعتبارها الأكثر نجاحًا بين أي إدارة في التاريخ، قائلًا: نحن هنا الليلة في قلب أمتنا لنحتفل بأنجح مئة يوم أولى لأي إدارةٍ في تاريخ بلادنا، وهذا ما يشهد به الكثيرون، هذه، كما يقولون، أفضل بدايةٍ لمئة يوم لأي رئيس في التاريخ، والجميع يُؤكد ذلك.
كما استعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه سلسلة من الإنجازات التي حققها خلال أول 100 يوم من رئاسته، مشيرًا إلى توقيعه على أكثر من 1000 قرار تنفيذي في هذه الفترة الوجيزة، لافتًا إلى تحقيق تراجع ملحوظ في نسب الفائدة والتضخم، وأن أسعار الوقود، والأدوية، وعدد من السلع الأساسية شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال فترة رئاسته، ضاربًا مثالًا بانخفاض سعر البيض قبل عيد الفصح، وعلى المستوى إنجازاته الخارجية، أكد أن إدارته تمكنت من استعادة 46 رهينة أمريكية خلال ثلاثة أشهر فقط، دون دفع أي فدية مالية.
ملف الهجرة وأمن الحدود
وفي ملف الهجرة، قال ترامب إنه الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي نجح بشكل كامل تقريبًا في تأمين الحدود، موضحًا أنه خلال أول 100 يوم من ولايته الحالية، تم منع 99.9% من محاولات العبور غير الشرعي، وأن ثلاثة أشخاص فقط تمكنوا من عبور الحدود في تلك الفترة.
وأكد أنه حرص على تفعيل قانون الأعداء الأجانب لترحيل المجرمين، ووقّع أمرًا تنفيذيًا لإخراج القتلة من البلاد بعد أيام قليلة من توليه المنصب، قائلًا: إن أمريكا لم تعد دولة يمكن للمجرمين دخولها بسهولة.
هجومه على بايدن وانتقاده للديمقراطيين
ولم يخل الخطاب من هجوم حاد على إدارة الرئيس السابق جو بايدن والحزب الديمقراطي، حيث اتهمهم بمحاولة عزله وسجنه، وقال إنهم لجأوا إلى عمليات غش وتزوير للفوز بالانتخابات.
واتهم الديمقراطيين بالسعي لتقييد حرية التعبير وعدم رغبتهم في إثبات جنسية الناخبين، موجهًا هجومه للرئيس السابق جو بايدن، بأن ضعفه في إدارة الولايات المتحدة تسبب في هجوم روسيا على الأراضي الأوكرانية واندلاع الحرب هناك.
وتوجه الرئيس الأمريكي إلى منافسته في انتخابات نوفمبر 2024، كامالا هاريس ممثلة الحزب الديمقراطي، ليسدد لها الاتهامات ويكيل لها من هجومه، لافتًا إلى أن فوزها في انتخابات كان سيحول الولايات المتحدة إلى دولة فاشلة من دول العالم الثالث.
الهجوم على الصين
وشن ترامب هجومًا عنيفًا على الصين، واصفًا إياها بأنها الدولة التي سرقت من أمريكا أكبر عدد من الوظائف وفرص العمل، وأكد أنه لا ينام الليل بسبب التفكير في كيفية هزيمتها اقتصاديًا، رغم إشارته إلى أن بكين ترغب في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، وهو ما توقع حدوثه لاحقًا.
دفاعه عن إيلون ماسك
ولم ينس دونالد ترامب، صديقه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، لشكره والإشادة به في دوره خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قائلا: بأنه دفع ثمنًا كبيرًا مقابل مساعدته، لكنه عبّر عن يقينه بأن هذه المساعدة ستعود عليه بالنفع مستقبلًا.
كما وصف ماسك بالعبقري الذي يصنع صواريخ قادرة على العودة إلى الأرض، ويطلق مركبات تدور فوق المحيطات، مضيفًا أنه نجح من خلال توليه حقيبة وزارة الكفاءة الحكومية، في توفير 150 مليار دولار من النفقات العامة.
وتطرق ترامب، إلى خططه لإجبار كبرى شركات التكنولوجيا العالمية على ضخ استثمارات داخل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن عددًا من الشركات الكبرى عادت بالفعل للاستثمار.
وأعلن عن التزامات ضخمة من شركات عملاقة، مثل إنفيديا التي قال إنها ستستثمر 500 مليار دولار، وأمازون بـ200 مليار، فيما تعهدت شركة أبل بضخ 500 مليار دولار أخرى في السوق الأمريكية.
وتحدث ترامب، عن التعريفات الجمركية التي فرضها وأن كثير من قادة العالم يتمنون لقائه، وقراره بدعم استخدام الفحم الحجري كمصدر رئيسي للطاقة، منتقدًا في الوقت ذاته الاعتماد على طواحين الهواء، التي وصفها بأنها سخيفة.