1.6 مليار يورو خسائر.. التحقيقات تكشف أسباب انقطاع الكهرباء الكارثي في إسبانيا

1.6 مليار يورو خسائر.. التحقيقات تكشف أسباب انقطاع الكهرباء الكارثي في إسبانيا

عانت إسبانيا من عدة اضطرابات كهربائية، وأطلق مسؤولو قطاع الطاقة تحذيرات متكررة بشأن عدم استقرار شبكة الكهرباء، قبل حدوث الانقطاع الكارثي الذي شهدته البلاد يوم الاثنين الماضي، حسب وكالة رويترز.

أزمة انقطاع الكهرباء في إسبانيا 

وأمرت الحكومة بفتح عدة تحقيقات حول الانقطاع، ويقول خبراء الصناعة إن الانقطاع الشامل إلى جانب الحوادث السابقة الأقل حدة، يعكس التحديات التي تواجه شبكة الكهرباء الإسبانية في ظل الطفرة المتسارعة للطاقة المتجددة.

ويُشار إلى أن فائض الطاقة يمكن أن يُسبب اضطرابات في الشبكات الكهربائية كما يفعل النقص، ويتعين على مشغلي الشبكات الحفاظ على توازن دقيق.

وفي الأسبوع الذي سبق الانقطاع، شهدت إسبانيا عدة ارتفاعات وانقطاعات في التيار، ففي 22 أبريل، تسببت انقطاعات في إشارة السكك الحديدية بتوقف ما لا يقل عن 10 قطارات فائقة السرعة قرب مدريد، وقال وزير النقل أوسكار بوينتي إن الجهد الكهربائي المفرط أدى إلى تشغيل أنظمة الحماية التي تفصل محطات التوزيع.

وفي اليوم نفسه، تعطلت عمليات مصفاة ريبسول في قرطاجنة بسبب مشاكل في التزود بالكهرباء.

وأشار أنطونيو تورييل، الباحث البارز في المجلس الوطني للبحوث الإسباني، إلى أن الشبكة كانت تعاني من عدم استقرار كبير في الأيام التي سبقت الانقطاع.

وشُكلت لجان تحقيق تضم الحكومة وأجهزة الأمن وخبراء تقنيين، كما فتح قاضٍ تحقيقًا قضائيًا للنظر في احتمالية أن يكون الانقطاع ناتجًا عن هجوم إلكتروني.

وقال كارلوس كاخيجال، خبير الطاقة والمستشار في مشاريع صناعية ومتجددة، إن شبكة الكهرباء الإسبانية كانت على شفا الانهيار لعدة أيام بسبب اختلالات في نظام الطاقة.

ورغم أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ورئيسة شركة REE، بياتريس كوريدور، أكدا أن الطاقة المتجددة لم تكن سببًا في انقطاع الكهرباء يوم الاثنين، فإن تقارير سابقة لكل من REE والهيئة الأوروبية لمشغلي الشبكات ENTSO-E قد حذرت من أن التوسع السريع في مصادر الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الشبكة.

وفي تقرير صادر عام 2024، أشارت REE إلى أن مولدات الطاقة المتجددة الصغيرة تضيف ضغطًا إضافيًا على البنية التحتية، كما ذكرت الشركة الأم Redeia في فبراير أن الشبكة تفتقر إلى المعلومات الآنية من هذه المحطات الصغيرة، ما يعيق التشغيل في الوقت الفعلي.

وحذّرت Redeia من أن خطر انقطاع التيار الكهربائي في ازدياد، بسبب إغلاق محطات الفحم والغاز والمفاعلات النووية، مما يقلل من قدرة الشبكة على الحفاظ على التوازن.

وقالت الشركة: هذا قد يزيد من احتمال وقوع حوادث تشغيلية تؤثر على الإمداد وسمعة الشركة.

وتُنتج مزارع الطاقة الشمسية الكهرباء على شكل تيار مستمر DC، وهو لا يمتلك ترددًا كالتيار المتردد AC الناتج عن المحطات التقليدية، ويجب تحويل هذا التيار إلى متردد عبر محولات كهربائية قبل ضخه في الشبكة.

وعندما ينخفض إنتاج الطاقة الشمسية، تحتاج الشبكة إلى طاقة احتياطية من مصادر AC للحفاظ على التردد عند مستويات آمنة، لأن انخفاض التردد بشكل كبير يؤدي إلى انفصال معظم المولدات عن الشبكة.

وقال خوردي إشبيلية، الرئيس السابق لـREE، وهي شركة تشغيل الكهرباء الوطنية في إسبانيا، لموقع فوكس بوبولي الإسباني في يناير، إن إغلاق المحطات النووية قد يعرّض إمدادات الكهرباء للخطر.

وتخطط إسبانيا لإغلاق جميع مفاعلاتها النووية السبعة بحلول عام 2035، ومن المقرر أن يبدأ إغلاق مفاعلي محطة ألماراز، الواقعة في جنوب غرب البلاد، في عام 2027، وهو ما اعتبرته ENTSO-E في أبريل عاملًا سيزيد من مخاطر الانقطاعات.

وردّت شركة REE على ENTSO-E بالتأكيد على أنه لا يوجد خطر من انقطاع الكهرباء، وأنها قادرة على ضمان إمداد مستقر.

لكن بعد أقل من أسبوع، أُغلقت وحدتا ألماراز مؤقتًا بسبب وفرة الطاقة الناتجة عن الرياح، والتي جعلت التشغيل غير مجدٍ اقتصاديًا، وظلت إحدى الوحدتين خارج الخدمة حتى يوم الاثنين.

وتسبب الانقطاع الذي شمل إسبانيا والبرتغال، في شلّ وسائل الاتصال والنقل، وإغلاق المصانع والمكاتب، وتوقف شبه كامل للحركة التجارية.

وقدّر اتحاد رجال الأعمال في إسبانيا أن الانقطاع قد كلّف الاقتصاد ما يصل إلى 1.6 مليار يورو أي ما يعادل 1.82 مليار دولار، وهو ما يعادل أيضا 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي.