القنب علاج جديد للتوحد.. دراسة حديثة تفجر مفاجأة طبية

كشفت دراسة جديدة، عُرضت في المؤتمر الأوروبي للطب النفسي في مدريد اليوم 8 أبريل، عن نتائج واعدة بشأن استخدام مستخلص غير مسكر من نبات القنب في تحسين حالة الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب طيف التوحد.
مستخلص القنب يساعد الأطفال المصابين بالتوحد دون أن يُسبب التسمم
أوضح الباحثون، أن مادة “الكانابيديول” (CBD)، وهي مركب مستخلص من القنب لا يُسبب الشعور بالنشوة أو التسمم، أظهرت تأثيرات إيجابية متعددة على المشاركين، من بينها تعزيز الاستجابة الاجتماعية، وتقليل السلوكيات العدوانية، والتخفيف من القلق.
وأكدت الدكتورة لارا برانكو، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأخصائية الطب النفسي بجامعة ساو باولو في البرازيل، أن اضطراب التوحد في تزايد عالميًا، بينما تظل العديد من خيارات العلاج الحالية محدودة الفعالية.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات مأخوذة من ثلاث تجارب سريرية سابقة، شملت 276 طفلًا ومراهقًا يعانون من التوحد، وكان متوسط أعمارهم حوالي 10 سنوات ونصف.
وأوضحت كلية الطب بجامعة هارفارد، أن الكانابيديول يُعد ثاني أكثر المكونات النشطة شيوعًا في نبتة القنب، لكنه يختلف عن مركب THC المعروف بتأثيراته المُخدرة، إذ لا يُسبب CBD الشعور بالنشوة، ويُعتقد أن فعاليته تعود إلى تأثيره على مستقبلات القنب المنتشرة في الدماغ والجسم، ما يُساهم في تحقيق فوائد صحية دون تأثيرات نفسية.
وأظهرت النتائج الأولية، أن CBD يُمكن أن يُساعد الأطفال على التفاعل بشكل أفضل مع محيطهم، ويُقلل من نوبات القلق والتوتر، كما بدا أنه يُحسن جودة النوم لدى بعض الحالات، رغم أن هذا الجانب لم يصل إلى مستوى الدلالة الإحصائية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور جيرت دوم، رئيس الجمعية الأوروبية للطب النفسي وأستاذ الطب النفسي بجامعة أنتويرب في بلجيكا، عن تفاؤله بنتائج الدراسة، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الأسر والأطباء في التعامل مع اضطراب طيف التوحد وقال، نشعر بالسعادة لرؤية هذه النتائج، ونأمل أن تشكل نقطة انطلاق نحو المزيد من الأبحاث التي تلبي الحاجة المُلِحّة لعلاجات فعّالة في هذا المجال.