وزير التعليم الفلسطيني: إنشاء مراكز تعلم في مصر قريبًا.. وانعقاد امتحانات الثانوية لطلاب غزة بالقاهرة| حوار

وزير التعليم الفلسطيني: إنشاء مراكز تعلم في مصر قريبًا.. وانعقاد امتحانات الثانوية لطلاب غزة بالقاهرة| حوار

إسرائيل تحاول فرض مناهج لتدريسها لطلاب قطاع غزة

التعليم لدى أهالي غزة مثل الأكسجين.. وكورونا ساعدتنا في التدريس تحت الدمار

الاحتلال حاول تدمير المدارس الافتراضية بديلة المؤسسات المدمرة ولم ينجح

الحياة بعد 7 أكتوبر 2023 ليس كما كانت.. وبعد الهدنة أصبحت أصعب

ندرس إنشاء مراكز تعليم مساند في مصر

الطلاب في غزة فاجئوا العالم بمشاهد تعليمهم وسط الركام 

مصر بها 23 ألف طالب غزاوي وامتحاناتهم ستعقد بها

امتحانات الثانوية العامة لطلاب غزة بمصر تجرى تحت إشراف التعليم المصري

قرار الاحتلال بمنع الالتحاق بمدارس الأونرو محاولة لطمس أهم منظمة توثق جرائمه

تدمير أكثر من 95% من المباني المدرسية و85 % من الجامعات

فقدنا أكثر من 100 شخصية عالمية في مجال البحث العلمي خلال الحرب الأخيرة

التعليم ليس رفاهية في فلسطين ومستمرون ما بقينا على أرضنا التي لن نتركها
 

التعليم بالنسبة للأطفال في غزة هو الأكسجين، لذا تجد 720 ألف طالب وطالبة يتعلمون تحت القصف، فضلًا عن 88 ألف طالب جامعي يدرسون وسط الدمار ويذاكرون على الركام، وحريصون على استكمال التحصيل العلمي، وهو الأمر الذي يحاول الاحتلال القضاء عليه، ولكننا باقون ومستمرون في أهدافنا، هكذا بدأ الدكتور أمجد رهم، وزير التربية والتعليم الفلسطيني، حديثه خلال حواره مع القاهرة 24، مشيرًا إلى أن امتحانات الثانوية العامة لطلاب غزة الموجودين في مصر ستعقد تحت إشراف وزارة التعليم المصرية، وأن هناك مساعي لإنشاء مراكز تعليمية لأهالي غزة في مصر، وغيرها من القضايا الخاصة بالتعليم في ظل الحرب تحدث فيها وزير التربية والتعليم الفلسطيني وإليكم نص الحوار:
في البداية حدثنا عن آخر ما آلت إليه الأمور في القطاع التعليمي بغزة؟
نواجه تحديات كبيرة جدا داخل فلسطين، يواجه شعبنا هجمة شرية من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحديدا على التعليم، دمروا خلالها أكثر من 95% من المباني المدرسية، أصبح لدينا 293 مدرسة فقط، فضلا عن تدمير أكثر من 85 % من الجامعات، الاحتلال حتى الآن يحاول حرمان أكثر من 800 ألف طالب وطالبة في القطاع من التعليم.

هل هناك اعتداءات على التعليم في مناطق أخرى غير القطاع؟
الاعتداءات لم تتوقف على غزة، القدس الشريف التعليم مستهدف فيه بشكل كامل، ويحاول الاحتلال منع تدريس المناهج الفلسطينية، ويحاول منع الوزارة من ممارسة دورها في إدارة المنظومة التعليمية داخل قطاع غزة، وكذلك هناك حواجز تمنع دخول المعلمين من الضفة إلى مدينة القدس الشريف.

الضفة الغربية لم تسلم من جرائمهم ضد التعليم فهناك أكثر من 1200 حاجز وبوابة تحاصر القرى والمدن الفلسطينية، وأصبح تنقل المعلمين للضفة أو بين القرى والمدن وصولا لمكان عملهم شيء من المستحيلات، في ظل هذه الهجمة الممنهجة على جميع القطاعات وعلى رأسها التعليم.

ما حجم الخسائر التي لحقت بالمنظومة التعليمية في قطاع غزة؟

هناك خسائر بشرية ضخمة في الأطفال والطلاب، والذين لا ذنب لهم سوى أنهم موجودين على الأراضي الفلسطينية، فقدنا أكثر من 100 شخصية عالمية، لها باع في مجال البحث العلمي والتطور التكنولوجي جرى استهدافهم بشكل متعمد وبخطة ممنهجة هم وأسرهم، فضلا عن أكثر من 500 معلم فلسطيني جرى استهدافه، وآلاف مؤلفة من الطلاب في التعليم الأساسي أو الجامعات، ناهيك عن الفقدان التعليمي سواء في قطاع غزة أو في الضفة وكذلك القدس، بسبب الحواجز والقتل والدمار والقصف المتواصل على فلسطين، والشعب يدفع كل هذا ثمن لصموده وبقائه على أرضه داخل فلسطين.

كان هناك خطة بديلة لدى وزارة التعليم تكمن في التحول الرقمي فكيف تمت الخطة في ظل تلك التحديات؟

حينما استمر العدوان بهذه الشراسة، كان لابد من اتخاذ قرار بعودة التعليم بالرغم من كل التحديات الكبيرة جدًا التي تواجهنا، وأول شيء تم تقييم حاجة المواطنين وأماكن وجودهم خاصة داخل قطاع غزة، وجرى وضع تصور بعودة المدارس الافتراضية للطلاب الغزاويين في القطاع وخارجه، وحدث ذلك بالتعاون مع الفرق الموجودة داخل غزة، وجرى تخصيص المدراس في الضفة للمعلمين في الفترة المسائية، لشرح وتكميل العملية التعليمية لطلاب غزة.
استطعنا خلال تلك الفترة بأخذ العام الزمني للعام الدراسي 2024/ 2025 لتدريس عامين، بحيث يكون 6 شهور للعام الماضي لمن استحال عليه استكمال التعليم، و6 شهور للعام الحالي، وكانت البداية صعبة في ظل وجود تحديدات كبيرة جدًا لكن تمكنا من التغلب عليها.

وزير التعليم الفلسطيني خلال حواره مع القاهرة 24

وكيف دربتم المعلمين والطلاب على هذا الأمر في ظل الحرب؟

الاستعدادات كانت موجودة، وكورونا رغم صعوبتها ومشكلتها إلا أنها كان لها الفضل في التحول الرقمي في مختلف البلدان، ومن بينها فلسطين، فتعلمنا منها تجربة التعليمي الإلكتروني، وكنا مستعدين لتنفيذها، والتدريب كان موجودا، ولكن كانت المشكلة بالتجهيزات، بعد ضرب البنية التحتية، ولكن بعد الإعلان عن المدراس الافتراضية أصبح لدينا 330 ألف طالب وطالب التحقوا بها وبدأنا العمل عليها بمشاركة مجتمعية من جميع الجهات المعنية، وهو ما ساعدنا على تخطي التحديات، وأحيانًا كنا نجهز مناطق وبعدها يتم تهجير أهلها وما إلى ذلك وحتى الآن نحارب كل تلك الصعوبات.

حوار وزير التعليم الفلسطيني مع القاهرة 24

كعادته يحارب الاحتلال كل شيء.. هل حاول تعطيل فكرة الفصول الافتراضية؟
حاول الاحتلال فعلا تخريب العملية التعليمية من خلال أكثر من وسيلة حتى لا يعود الطلاب والطالبات إلى المدارس الافتراضية، ولكن نجحنا في عودة 330 ألف طالب وطالبة من طلاب غزة التحقوا بالفصول الافتراضية، وهم يشكلون قرابة 90 % من مدراس غزة، وأنهى الطلاب العام الأول المقدر بـ6 شهور قبل أيام، وبدأوا في العام الجديد بعد صدور الشهادات وظهور النتيجة ونحن ماضون بالرغم من الهجمات الأصعب التي زادت بعد الهدنة.

وهل حاول الاحتلال الإسرائيلي التدخل في المناهج التي يدرسها طلاب قطاع غزة؟

بالفعل حاول الاحتلال الإسرائيلي التدخل بشكل مباشر في المناهج التي يدرسها طلاب قطاع غزة ومحاولة فرض مناهج بديلة خاصة بهم لتدريسها للطلاب وهي الفكرة التي نقاومها باستماته.

هل زادت حدة الحرب على القطاع التعليمي بعد الهدنة؟
بالفعل، ما بعد الهدنة كان أصعب والتحديات ارتفعت وباتت معقدة، بسبب تغير التوزيعة السكنية، لأن هناك خدمات الأنترنت التي نحاول أن تكون موجودة في أماكن وجود أهالي غزة، ولكن نحن مصرون على إكمال المسيرة التعليمية رغم الخراب والدمار.

كثيرًا ما سمعنا عن انقطاع الاتصال.. كيف أتممتم فكرة الفصول الافتراضية والتحول الإلكتروني في ظل الحرب؟
بالفعل هذه النقطة مهمة جدًا، عانينا كثيرًا بسبب انقطاع الاتصال وكذلك الكهرباء، وتعاملنا مع منصتين، إحداهما أونلاين، والثانية أوف لاين، وأي حصة تدرس للطالب إذا استطاع أن يحصل عليها في وقتها فخيرًا، وإن لم يتمكن، فأمامه فرصة أخرى لمراجعته من خلال الفيديو المسجل، كان في الحالة الأولى يكون بها تفاعل واندماج بشكل أفضل.

فضلًا عن إننا فتحنا مراكز تعليم مساند.

وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24

وماذا عن تلك الفصول.. وكيف كانت تدار في ظل القصف؟
يوجد 620 مركزا تعليميا مساندا داخل قطاع غزة، وذلك لدعم التعليم الإلكتروني، وكان يركز على المواد الأساسية للطلاب، حتى يتمكن الطلاب من تحصيل العلم في هذه التحديدات والظروف الصعبة.

في ظل ما نشاهده جميعًا من دمار وخراب الكل يبحث فقط عن غريزة البقاء.. فكيف تقنعون الأطفال بغزة باستكمال التعليم؟

الدعم النفسي الذي يحتاجه الطلاب كبير جدًا، وعودتهم للتدريس جزء من الدعم النفسي الذي يحتاجه الطلاب، من خلال الإدارة الموجودة لدى أطفال غزة قد تفاجئ العالم كله، يعني متخيل طفل عمره 5 سنين مفيش لا وسائل تواصل ولا إنترنت في بيته، وبيكون قاعد في قلب الركام وبيسمع لدرس، وحاطين الطاولة وبيذاكروا، جزء من عودة الحياة الطبيعية هو التعليم، وربنا يكون في عونهم ويسلمهم، ومع ذلك نقدم الدعم النفسي لهم بالتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا الصدد.. لكن خلاصة القول التعليم بالنسبة لأطفال غزة هو أكسجين الحياة.

في ظل التضييقات التي تسببت فيها الحواجز كيف ساهمت في إنهاء أزمة المعلمين في غزة؟
قمنا بتسكين المعلم داخل قريته، حتى نواجه التضييقات التي يمر بها وصولا لعمله، لأنه كان هناك مجموعة من تنقلات المعلمين، وقرار باعتبار المعلم المساند أيضًا من الخريجين أو المتقاعدين، ليقوم بمهمة المعلم حال عدم تمكنه من الوصول للمدارس أو الطلاب، حتى نقلل الفائض التعليمي الذي يعاني منه أبنائنا.

هل هناك مساعدات معينة لدعم العملية التعليمية انقطعت بعد 7 أكتوبر 2023؟
العملية التعليمية بشكل كامل ودعمها كانت مسئولة عنها وزارة التعليم في قطاع غزة وكانت هي من ترعاها، من طباعة كتب وبناء المدارس وترميم المدارس، وكذلك دعم المعلمين ورواتبهم، وكانت العملية مضبوطة بشكل كامل، ولكن بعد 7 أكتوبر 2023 كل هذا تغير تمامًا لم يفضل أي شيء على ما كان عليه.

كان لديك لقاء اليوم مع وزير التعليم المصري.. ما أبرز ما جاء فيه خاصة فيما يخص طلاب غزة الموجودين في مصر؟

إحنا دائمًا في لقاءات مستمرة مع إخوانا في مصر، واليوم ليس أول لقاء يجمعني بمحمد عبد اللطيف وزير التعليم المصري، ولكن هناك تعاون مشترك وتكامل للأدوار لدعم التعليم داخل فلسطين، وتحدثنا عن عقد امتحانات الثانوية العامة لطلاب غزة الموجودين في مصر، وهم أكثر من 2000 طالب وطالبة، وسيتقدمون للامتحان في شهر 6 المقبل، ومن المقرر أن يتقدم قرابة 1350 طالب وطالبة من غزة لامتحان الثانوية العامة في مصر، وجرى مناقشة عملية اتمامه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم في مصر، وناقشنا عدة اقتراحات منها مصير أكثر من 20 ألف طالب وطالبة حاليًا بمصر، ولكن تابعين لمدارسنا الافتراضية، ونسعى لإنشاء مراكز تعليمية تستوعب طلاب غزة بحيث يكون التعليم مدمج ما بين المدارس الافتراضية والوجاهية داخل الفصول، على أن يكون هذا في المدارس مساءً، ونتمنى زيارة وزير التربية والتعليم لغزة قريبًا.

وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24

وكم مركز تعليمي تابع لفلطسين في مصر؟
الآن نعتمد بشكل كامل على التعليم في المدارس الافتراضية “أونلاين”، وكان هناك محاولات من المعلمين الموجودين في مصر من غزة، لتقوية الطلاب في المواد، وبعض المراكز في المدارس الخاصة بمصر، ولكن نأمل في فتح مزيد من المراكز التعليمي لدمج النظام التقليدي بالإلكتروني.

وكم عدد طلاب غزة في مصر؟
تقريبًا 23 ألف طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي أو ما قبل الجامعي، فضلًا عن طلاب الجامعات، وأكثر من 10 آلاف طالب وطالبة كانوا في الجامعات المصرية قبل 7 أكتوبر 2023، لكن انقطعت بهم السُبل بعدما وجد أهاليهم أنفسهم غير قادرين على سداد المصروفات بسبب الحرب.

وهل هناك تحديات معينة تواجههم؟

لا بالعكس هناك قرارات بالتحاقهم بالجامعات الحكومية، ويعاملون مثل الطلاب المصريين، ولكن هناك بعض الأمور الفنية، أو التحديات التي تتمثل في أن المناهج ليست مطابقة، أو أن هناك بعض التخصصات ليست موجودة في مصر، ومع ذلك يتم العمل من خلال جهودنا مع وزارة التعليم على إنهاء جميع التحديات التي تواجه هؤلاء الطلاب، بدليل أن هناك 1400 طالب فلسطيني العام الماضي أدوا الامتحانات داخل المدارس المصرية وبمساعدة كاملة من وزارة التعليم هنا، وهذا ليس غريب فالعمق العربي موجود هنا في أم الدنيا.

العديد من الطلاب الغزاويين في مصر قدموا دون مستندات ويواجهون أزمة في الإقامة وبالتالي لا يكون لهم فرصة في الالتحاق بالتعليم.. فهل هناك خطوات لإنهاء تلك الأزمة؟
لكل طالب في فلسطين بشكل عام ملف لدى وزارة التعليم، وبه جميع المستندات الخاصة به، ومن يرغب في أيٍ من تلك الأوراق نحن مستعدون لتقديمها، حتى يتمكن من الالتحاق بالمدارس في البلاد الموجودين بها، ولكن هناك أزمة في الإقامة لمن دخلوا بدون تأشيرة عبر الحدود، وبالتالي من الصعب الدخول دون إقامة، وهناك أزمة ثانية تواجه الطلاب في المناهج، لإن الميثاقات غير متطابقة، وفي طريقنا لحل تلك الأمور، ولكن بالدرجة الأولى نأمل عودة أهالينا لغزة.

وماذا عن شكل امتحانات الثانوية العامة في مصر لطلاب غزة.. وهل ستكون تحت إشراف التربية والتعليم؟
الامتحانات التي ستعقد للثانوية العامة كتابية بالمدارس المصرية، وفي نفس الوقت الذي تعقد فيه الامتحانات في فلسطين تحت إشراف من وزارة التربية والتعليم المصرية، ولكن التصحيح وكل شيء سيكون خاص بفلسطين، وبالفعل في العام الماضي تمكنا من عقد الامتحان لطلاب غزة في 27 دولة، ولكن المعظم كانوا موجودين داخل مصر.

وما هي كيفية التواصل مع طلاب غزة في مختلف بلدان العالم؟

طبعًا فيه مصادر رسمية، وجهات معنية بالتواصل مع طلابنا في مختلف أنحاء العالم، ومجموعة من المتخصصين يتولون ذلك، وهناك فريق دعم لدى الوزارة تتواصل مع الطلاب حول العالم لتسهيل خدمتهم.

وماذا عن مدارس الأونروا وموقفها الآن في القطاع بعد استهدافها المتكرر والمتعمد؟
مدارس الأونروا كانت تمثل 50 % من مدارس غزة، هما بالمناصفة مع المدارس الحكومية، ولكن هناك مخطط لإغلاق مداس الأونروا، ولا يريد الاحتلال أن يتحدث أحد عن أهالي غزة الذين جرى تهجيرهم من أرضهم، ومن هنا كان هناك ضرورة للقضاء على الأونروا، لطمس القضية من خلال إنهاء واحدة من أهم المعالم التي تذكر العالم بجرائم الاحتلال وهي المدارس التابعة للأونروا، وأصدر الاحتلال الإسرائيلي قرارا بإمهالهم 30 يومًا لمنع التحاق أي غزاوي بتلك المدارس، وإلا يتحمل المسئولية من يتجاوز هذا القرار، ولكن حق اللاجئ الفلسطيني أن يتعلم وأن يلتحق بهذه المدارس، ونحن لا نريد سوى العودة لبيوتنا التي جرى تهجيرنا منها ووقتها من حقهم غلق مدارس الأونروا.

وفي ظل المعاناة من ويلات الحرب.. كيف يتم دعم المعلم الفلسطيني؟
لو بنتكلم على دعم المعلم الفلسطيني، فإن كل الشعب يعاني ويحتاج لدعم وخاصة الأطفال، الذين هم الأكثر تأثرًا بهذه الحرب، فإن نجو من الموت لم ينجو من مشاهد الدمار أو الإصابة أو القصف، وهذا شيء لا يتحمله البالغين لأن المأساة كبيرة جدًا، ولكن نحن نتكاتف للعمل من أجل النهوض بالمجتمع، لأنه في التحديات يكون الاتحاد للحفاظ على كينونة المجتمع.

وهل هناك تدريبات معينة لهم لتوعيتهم بتوجيه الدعم للطلاب؟ وهل سيكونوا  قادرين على ذلك في ظل معاناتهم الشخصية؟

التعليم ليس رفاهية في فلسطين، وحينما تريد أن تعيد الأمل للأطفال في غزة عليك أن تعيد لهم التعليم، لأنه المستقبل لهم، والتحديات كبيرة والدمار لا يوصف وما ينقل جزء من مشاهد يومية متكررة، ولكننا نعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة تلك التحديات، والتعليم في حد ذاته مقاومة لأن الاحتلال لا يريد أن يرى فلسطيني متعلم، ونحن نؤكد أن التعليم هو حق لنا ويجب عودة الأمل لكل الأسر بتعليم أطفالهم.

وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24

وما هو انطباعك عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي لمعبر رفح اليوم وموقفه الواضح من رفض التهجير؟

حينما نتحدث عن الرئيس السيسي، وعن مصر فنحن نتحدث عن أنفسنا، إحنا بنعتبر حالنا من أهلنا المصريين، والدعم اللامحدود اللي بنلاقيه في مصر من الرئيس والحكومة والشعب مقدر، وهناك علاقة أخوية بيننا وبين المصريين، ونحاول دائمًا التوصل معهم لحلول لوقف الحرب، وتخفيف معاناة الحرب، ودعمنا في الصمود والبقاء على أرض فلسطين.

اليوم التالي لإنهاء للحرب.. هل لديك خطة لعودة التعليم في عزة ورأيك في خطة إعمار القطاع المقدمة من مصر فيما يخص هذا الجانب؟

حاليًا جرى مسح الدمار، وكان هناك خطة إغاثية للعملية التعليمية من خلال فتح المدارس المؤقتة، وبناء مراكز تعليمية مؤقتة داخل الجامعات الفلسطينية لاستيعاب واستقبال الطلاب في اليوم التالي لإنهاء الحرب، وخطط للمعامل، والمؤسسات التعليمية وذلك ضمن خطة مصر لإعادة أعمار غزة.

وما تكلفة تنفيذ تلك الخطة من وجهة نظرك؟

حاليا ليس لدي رقم دقيق، لأن كل مدينة ومحافظة تجرى مسح لوحدها وخطة منفصلة عن احتياجاتها لكن الأمر يحتاج لأرقام كبيرة وموارد أكثر لإعادة إعمار المؤسسات التعليمية، وإغاثة التعليم.

وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24وزير التعليم الفلسطيني مع محرر القاهرة 24