أحمد رجب يكتب: فيديو الرقص أمام معبر رفح قديم وخارج سياقه

أحمد رجب يكتب: فيديو الرقص أمام معبر رفح قديم وخارج سياقه

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو يُظهر مجموعة من الأشخاص يرقصون على أنغام دي جي قرب معبر رفح، في مشهد أثار غضبًا واسعًا، واعتبره البعض إساءة لقضية إنسانية كبرى، وتحديدًا في ظل المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

حقيقة توقيت الفيديو 

لكن بالرجوع إلى توقيت الفيديو، تبيّن أنه تم تصويره في شهر يناير الماضي، في سياق فعالية مختلفة، ما يعني أن الربط بينه وبين الأحداث الجارية حاليًا غير دقيق، وقد يكون قد أُخرج عن سياقه.

معبر رفح.. مكان له قدسيته

هذا لا ينفي ضرورة التأكيد على أن معبر رفح ليس ساحة للاحتفالات، بل بوابة إنسانية تطل على واحدة من أكبر المآسي المعاصرة، فغزة اليوم تنزف، وأرواح الشهداء تُزهق، والواجب أن يكون كل حضور هناك نابعًا من وعي عميق بمسؤولية المكان والزمان.

صورة مشرفة من مطار العريش 

ورغم ما أُثير، لم يغب المشهد المُشرف: آلاف المصريين احتشدوا أمام مطار العريش، حاملين المساعدات والدعاء، لا كاميرات التوثيق والضحكات المصطنعة، في لوحة إنسانية صادقة تعكس ضمير الشعب المصري، وتؤكد أن قضية فلسطين محفورة في وجدانه.

زيارة ماكرون.. دلالة على ثقة العالم في مصر 

كما جاءت الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر لتؤكد على ثقة العالم في القيادة السياسية، وتقدير الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في هذا التوقيت الحساس الذي تحتاج فيه غزة إلى كل صوت حر وموقف شريف.

المعلومات الصحيحة لا تلغي الوعي 

في النهاية، تصحيح المعلومات لا يُلغي أهمية الوعي، ولا يقلل من وجوب احترام قدسية الموقف، فغزة لا تحتاج إلى مشاهد جدلية، بل إلى تضامن حقيقي، وضمير لا يغيب.