تحول من منقذ إلى أخ مفجوع.. مسعف يجد أشقاءه ضحايا في حادث تصادم مروع بالجيزة

لم يكن يدري المسعف عبد المنعم موسى، أن آخر بلاغ سيتلقاه في نهاية يومه الشاق لن يكون كسابقه من الحوادث، بل سيكون الأكثر قسوة في حياته.
من داخل وحدة إسعاف أبو غالب، جاء النداء من غرفة العمليات: حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل أمام مدخل سجن القطا، ويوجد مصابون، ليتحرك عبد المنعم فورًا بسيارة الإسعاف 359، كما اعتاد في كل نداء إنساني.
وصل إلى موقع البلاغ، لكنه لم يكن مستعدًا لما رآه، 3 جثامين ممددة أمامه، اقترب من أحدهم، فتجمد الدم في عروقه، إنه شقيقه “سلامة موسى”، لا حراك، بلا نبض.
مأساة مسعف في الجيزة.. ذهب للتعامل مع حادث طريق فانصدم أنه لأشقاءه الثلاثة
حاول تمالك نفسه، وبدأ على الفور تنفيذ عمليات الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) وسط حالة من الذهول، بينما يرمق الجثمانين الآخرين بقلق، لم تكن الصدمة قد اكتملت بعد، فقد اكتشف أن المصابين الآخرين هما أيضًا من أشقائه.
نُقل سلامة إلى مستشفى زايد التخصصي، حيث استكمل الأطباء محاولات الإنعاش، لكن إرادة الله كانت فوق كل شيء، وفاضت روحه إلى بارئها، أما الشقيقان الآخران فتم إسعافهما ويخضعان حاليًا للعلاج.
حادث بسيط على الورق، لكنه في واقع عبد المنعم موسى، كان زلزالًا مدويًا قلب موازين اليوم، ورغم الألم، استكمل عبد المنعم مهمته، وظل إلى جوار المصابين حتى تم تسليمهم للطاقم الطبي، راسمًا صورة حقيقية لمعنى التضحية والواجب.