الأمير هاري: الملك تشارلز لا يرغب في الحديث معي

الأمير هاري: الملك تشارلز لا يرغب في الحديث معي

في حوار مفاجئ وعاطفي امتد لأكثر من 30 دقيقة، تجاوز الأمير هاري، دوق ساسكس، التوقيت المتفق عليه مسبقًا مع فريق الـBBC، وفتح الباب على مصراعيه للحديث عن خلافاته العائلية العميقة، وانتقاده الصريح للمؤسسة الملكية البريطانية، بعد ساعات فقط من خسارته معركة قانونية حول الترتيبات الأمنية الخاصة به داخل المملكة المتحدة.

الحوار، الذي أُجري في أحد العقارات القريبة من منزله في مونتيسيتو بكاليفورنيا، وبتنسيق مباشر من مديرة الاتصالات لمؤسسة “آرتشويل”، ميريديث مينز، تم تسجيله دون وجود زوجته ميغان ماركل، التي لم تظهر علنًا إلى جانبه طوال ثلاث سنوات من المعارك القضائية. 

ووصف مصدر إعلامي الأمير بأنه بدا منكمشا لكنه كان حريصًا على الحديث، وبدت عليه علامات التوتر كتحريكه المتكرر لقدميه خلال الحوار.

وفي لحظات نادرة من الصراحة، تحدث الأمير هاري عن رغبته في المصالحة مع والده، الملك تشارلز الثالث، الذي قال إنه “يرفض الحديث معه “، مشيرًا إلى أن “الحياة ثمينة، ولا يعرف كم من الوقت تبقى لوالده. 

وأضاف أن هناك من لن يغفر لي، لكن لا جدوى من مواصلة القتال، واصفا الحكم القضائي بأنه خيانة مؤسساتية، ولمّح بشكل مقلق إلى مخاوف من أن تتكرر مأساة والدته الأميرة ديانا، التي قُتلت في حادث مأساوي في باريس عام 1997. 

وأكد: لا أريد أن يعيد التاريخ نفسه، واكتشفت خلال هذه المعركة أن هناك من يتمنى فعلًا أن يعيد التاريخ نفسه.

اتهم الديوان الملكي باستخدام الترتيبات الأمنية كوسيلة “لسجن” أفراد العائلة

وتصاعدت نبرة النقد في تصريحاته، إذ اتهم الديوان الملكي باستخدام الترتيبات الأمنية كوسيلة لسجن أفراد العائلة الملكية، ومنعهم من اختيار حياة مختلفة، معبرًا عن حزنه لعدم قدرته على تعريف أطفاله بأرض وطنه. 

وقال: أحب بلدي وسأظل كذلك، رغم ما فعله البعض هناك، قبل أن يختتم: أفتقد المملكة المتحدة، من المؤلم ألا أتمكن من أخذ أطفالي لرؤية مسقط رأسي.

اللقاء، الذي اعتبره البعض شبيهًا بمقابلة والدته الشهيرة مع مارتن بشير، فتح موجة جديدة من الجدل داخل المملكة، خاصة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها الملك تشارلز.

 ورغم تأكيد قصر باكنغهام في بيان مقتضب أن “المحاكم نظرت في القضية بدقة وتوصلت إلى نفس النتيجة في كل مرة”، إلا أن تصريحات الأمير فُسرت على أنها تصعيد جديد في مسار الخلاف الذي بدأ منذ انسحاب الزوجين من العائلة المالكة عام 2020.

في خضم هذه التوترات، يبقى سؤال المصالحة بين الأمير ووالده معلقًا، في ظل تباعد المواقف، واحتدام المعارك القضائية، وغياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة في الأفق.