بسبب غزة.. تصاعد الغضب بين صفوف قوات الاحتياط الإسرائيلية ومخاوف من انهيارها

بسبب غزة.. تصاعد الغضب بين صفوف قوات الاحتياط الإسرائيلية ومخاوف من انهيارها

في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، استُدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين مجددًا للخدمة العسكرية، استعدادًا لقرار وشيك من المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية بشأن توسيع العمليات.

أزمة ضباط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي 

وبالنسبة للعديد منهم، تمثل هذه الجولة تعبئتهم الخامسة أو السادسة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وسط شعور متنامٍ بالإرهاق النفسي والجسدي، وتخوف من انهيار منظومة الاحتياط بأكملها، فيما وجهوا صرخة استغاثه، أوردتها القناة 12 الإسرائيلية في تقرير اليوم الأحد.

بركان الغضب يتصاعد بين قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي ومخاوف من انهيارها

من جانبها، تحدثت النقيبة في الاحتياط هيلا شيش، ضابطة العمليات في فرقة غزة وعضو قيادة حركة الربع الرابع عن معاناة شخصية متكررة، بعد أن أمضت 170 يومًا في الخدمة الاحتياطية خلال العام والنصف الماضيين، وتستعد الآن لجولة جديدة.

تقول: المرة تلو الأخرى، أستجيب للنداء، أخرج الزي العسكري من الخزانة وأغادر حياتي، في كل مرة، شيء ما ينكسر مجددًا في العمل، في البيت، وفي داخلي، سأواصل الخدمة، لكنني أريد أن أرى كل أبناء الشعب يقفون معي، لا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة وحدنا.

وتطالب شيش بتوسيع دائرة التجنيد، معتبرة أن الأمر لم يعد مسألة مساواة، بل ضرورة وطنية: نحتاج إلى مزيد من الأشخاص لنتمكن من الاستمرار في القتال والدفاع عن دولتنا، لا يمكن تجاهل قطاعات كاملة من المجتمع، حسب تصريحاتها، حسبما جاء في التقرير الذي أوردته القناة العبرية.

يقول الرقيب أول في الاحتياط نتنئيل بن شوشان، وهو أحد نشطاء الربع الرابع، تجاوز 250 يومًا من الخدمة منذ 7 أكتوبر: أبدأ اليوم مئة يوم إضافية من الخدمة في الجنوب، من جهة، ألبّي النداء دائمًا هذه عقيدتنا، ومن جهة أخرى، أطفالي يكبرون دوني.

ويحذر بن شوشان من أن اعتماد الدولة الكامل على قوات الاحتياط بات يهدد بانهيار المنظومة: الجميع يتحدث عن الحاجة لتوسيع القوات، لكن لا خطوات عملية على الأرض، لم تُنشأ ألوية جديدة، ولم يُوسع نظام التجنيد، وحدنا نُرسل مرارًا وتكرارًا إلى الجبهة.

ويضيف: الخطر الأكبر هو أن هذه الحرب لن تنتهي، وأننا ببساطة سننهار، إذا لم تتحرك الدولة لتجنيد مزيد من الفئات التي لا تشارك حاليًا، فقد تنهار منظومة الاحتياط بالكامل.

ويضيف أحد جنود الاحتياط الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة منذ حرب الجرف الصامد، عاد للخدمة رغم إصابته، وقد تجاوز 310 أيام من الخدمة منذ اندلاع الحرب الحالية: كان بإمكاني عدم العودة، لكنني اخترت الخدمة، أحب رفاقي وأريد الدفاع عن الدولة، لكن نفسيتي تدفع الثمن، عائلتي وعملي يعانيان أيضًا، لا أشعر أن الدولة ترانا حقًا حتى إصاباتنا النفسية غير مرئية لها.

وأشار إلى أن توصيات تكريم الجنود المصابين نفسيًا لا تُنفذ، قائلًا: الدولة مطالبة بالاستفاقة، لا يجب نسياننا عند عودتنا إلى بيوتنا محطّمين، على حد تعبيره.