ليس النسيان فقط.. أعراض لغوية خفية قد تشير إلى الإصابة بخرف نادر يصعب اكتشافه

في الوقت الذي يُعد فيه مرض الزهايمر الأكثر شيوعًا بين أنواع الخرف، حيث يشكل نحو 60 إلى 80% من الحالات في الولايات المتحدة، غالبًا ما تغيب عن الأذهان أنواع أخرى أقل شهرة لكنها لا تقل خطورة، وذلك وفقًا لما نشر في نيوريورك بوست.
ومن بين هذه الأنواع النادرة فقدان القدرة على الكلام التقدمي الأولي (PPA)، وهو اضطراب عصبي تنكسي يؤثر في المقام الأول على القدرات اللغوية، بينما تبقى الوظائف الإدراكية الأخرى محفوظة نسبيًا في المراحل المبكرة.
ووفقًا لـ التقديرات، فإن أقل من 50 ألف شخص في الولايات المتحدة يعانون من هذا النوع من الخرف، والذي يظهر عادة في الفئة العمرية ما بين 50 و70 عامًا، كما تم تشخيصه لدى عدد من المشاهير، أبرزهم الممثل بروس ويليس والإعلامية السابقة ويندي ويليامز.
علامات مبكرة لا يجب تجاهلها
يختلف هذا النوع من الخرف عن الزهايمر في أن فقدان الذاكرة لا يكون العرض الأول، بل تبدأ الأعراض بشكل تدريجي، وغالبًا ما تكون خفية، مثل:-
التوقف المفاجئ أثناء الحديث.
البحث عن كلمات مألوفة دون جدوى.
استبدال الكلمات بكلمات مشابهة في النطق أو المعنى؛ كأن يقول المريض “زوجة” بدلًا من “سكين”، أو يستخدم “قاطع” للإشارة إلى السكين.
ومع تطور الحالة، يفقد المصاب القدرة على تركيب جمل سليمة، وتصبح الكلمات مختلطة أو غير مفهومة، ما يجعل التواصل اليومي تحديًا حقيقيًا.
أمل في التشخيص المبكر
رغم عدم توفر علاج نهائي للمرض، إلا أن دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS ONE أشارت إلى أن اختبار تقييم اللغة مونتريال-تولوز (MTL-BR) يساعد في رصد العلامات المبكرة بدقة، مما يتيح فرصًا أفضل للتدخل المبكر.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة كارين زازو أورتيز، أستاذة علاج النطق في جامعة ساو باولو بالبرازيل، أن التشخيص المبكر يمكن أن يبطئ من تطور المرض ويُحافظ على مهارات التواصل لفترة أطول، مؤكدة أن التقييم لا يُعد تشخيصًا نهائيًا، بل خطوة أولى نحو رعاية أكثر تخصيصًا وفعالية.