هل منتجات التبغ المسخن أكثر أمانًا من السجائر؟

هل منتجات التبغ المسخن أكثر أمانًا من السجائر؟

تزداد شعبية أجهزة تسخين التبغ حول العالم، ويصفها البعض بأنها بديل أقل ضررًا من السجائر التقليدية، لكن هل تدعم الأدلة العلمية هذا الادعاء، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.

هل منتجات التبغ المسخن أكثر أمانًا من السجائر؟

ووفقًا لـ الدكتورة جيمي هارتمان-بويس، أستاذة السياسات الصحية في جامعة ماساتشوستس، فإن الفرق الرئيسي بين هذه الأجهزة والسجائر التقليدية يكمن في آلية الاستهلاك؛ فبدلًا من حرق التبغ، تعمل هذه المنتجات على تسخينه لإنتاج بخار يحتوي على النيكوتين، ما يُفترض أنه يقلل من التعرض للمواد السامة الناتجة عن الاحتراق.

ورغم الترويج الواسع لمنتجات التبغ المسخن HTPs، كخيار أكثر أمانًا، تشير مراجعة علمية قادها فريق من الباحثين إلى أن الأدلة ما زالت غير حاسمة. فقد راجع الفريق 40 تجربة سريرية ووجد أن معظم الدراسات كانت صغيرة الحجم وممولة من شركات التبغ، ما يثير تساؤلات حول مصداقية النتائج.

والدراسات أشارت إلى انخفاض مستويات بعض المواد السامة في بخار التبغ المسخن مقارنة بدخان السجائر، لكنها لم تقدّم أدلة قاطعة على تقليل مخاطر الأمراض المرتبطة بالتدخين، مثل السرطان وأمراض القلب والرئة، كما رُصدت مؤشرات حيوية لدى المستخدمين مرتبطة بأمراض مزمنة، ما يثير مخاوف إضافية.

ومن جانبها، حذّرت الدكتورة صوفي برازنيل، الباحثة في جامعة باث، من الاعتماد على نتائج غير مستقلة، مؤكدة، أن هناك حاجة ملحّة لإجراء دراسات طويلة الأمد وحيادية لتقييم مدى أمان هذه المنتجات.

والجدير بالذكر أن أجهزة تسخين التبغ، رغم احتوائها على النيكوتين، لا تُعد وسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين، وفقًا لتوصيات بعض الهيئات الصحية العالمية، بل إن بعض الدراسات أشارت إلى أنها قد تُبقي المدخنين في دائرة الاعتماد على النيكوتين.

وفي خضم هذا الجدل، يُجمع الخبراء على نقطة واحدة، الامتناع عن التدخين بكل أشكاله يظل الخيار الأفضل للحفاظ على الصحة، إلى أن يُحسم الجدل العلمي بشأن بدائل النيكوتين الجديدة.