الأزهر يوجه نصائح للأهالي لحماية الأطفال من التحرش: كونوا حصن الأمان ضد أي انتهاك

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنَّ من أشدِّ المخاطرِ التي تشوِّه براءة الأطفال وتغتال طفولتهم، آفةُ التحرش بهم والاعتداء البغيض عليهم من عديمي الضمير وفاقدي الأمانة والأخلاق؛ وذلك لما تتركه هذه الآفة في نفوس من تعرضوا لها، من جروح غائرة وآثار مدمرة، قد تستمرُّ مدى الحياة.
وتابع المركز في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: ومن هذا المُنطلقِ، وإيمانًا منَّا بأهمية هذا النوع من التوعية، وضرورة تضافر الجهود لحماية فلذات أكبادنا، نتوجه بهذه النّصائح إلى الآباء والأمهات والمُعلّمين الكرام، وإلى كلِّ من ائتُمنَ على رعاية هؤلاء الأبرياء، داعين الجميع للتَّحلِّي باليقظة والحذر، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم وحمايتهم من براثن هذه الجريمة النكراء؛ استرشادًا وعملًا بقول سيد الخلق ﷺ في وجوب القيام على حقِّ الرَّعية بما يصونهم ويَحوطُهم في دينهم ودنياهم: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». [متفق عليه]
الأزهر للفتوى يحذر أولياء الأمور: التحرش بالأطفال يترك لهم من جروح وآثار مدمرة تستمرُّ مدى الحياة
وأكمل: إلى الآباء والأمهات.. سِياج الأمان الأول: يا حراسَ الطفولة، إنَّ مسؤوليتكم عظيمة وأمانتكم جليلة، كونوا لأولادكم حصن الأمان والحنان، والسَّند والسَّكن، وافتحوا لهم قلوبكم وعقولكم قبل آذانكم، اغرسوا في نفوس أطفالكم الثقةَ بكم، وكونوا لهم الملاذَ الذي يلجأون إليه في كلِّ ضائقة دون خوفٍ أو تردّدٍ.
وأضاف: انتبهوا لأولادكم، وشجعوهم على التعبيرِ عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية مسؤولة، واستمعوا إليهم بإنصات وتفهّم، وتفاعلوا مع كلماتهم، ووجِّهوهم بما يُقوِّم أفكارهم وسلوكهم، شجعوا أبناءكم وبناتِكم على الاستماع لصوت الفطرة الإلهية، واحترامه وتقديره، وبينوا لهم معنى العَورةِ وحدودها وكيفية حفظها، ووجوب غضّ البصر عن مَواطنها، ومعنى خصوصياتهم وخصوصية غيرهم، وحقّهم في حِفظ أجسادهم، بلُغة بسيطة يفهمونها، عرِّفوهم على أهل الثقة ممّن يمكنهم اللجوءُ إليهم عند الحاجة، تابعوا تصرفات أطفالكم وسلوكهم وعلاقتهم بأقرانهم، في الواقع الحقيقي والعالم الافتراضي؛ سيما مواقع التَّواصل الاجتماعي، وكونوا على دِراية بمن يصاحبون، وإلى أين يذهبون!
وأكمل: احذروا الألعاب الإلكترونية التي تحوي عديدًا من الحِيل المشبوهة الموجّهة لإفساد النشء والشباب، وما يهدف إليه بعض هذه الألعاب من إلهائهم عن مهمتهم الأساسية ومسارهم العلمي والأخلاقي القويم، لاحظوا أيَّ تغيراتٍ تطرأ على مزاجِهم أو سلوكهم، فغالبًا ما تكون مؤشرًا لتعرضهم لأمر ما، ولا تسألوهم: هل فعل أحدٌ معكم كذا؟، بل طمئنوهم، واسألوا باستمرار عن الألعاب التي يلعبها الطفل، ومع مَن، وكيف يلعبونها!
ونوه المركز: وفي حال تأكدتم من ممارسة أفعال لاأخلاقية مع أطفالكم، عليكم أن تعالجوا الأمرَ بهدوء وبانتظام وبتعهد حتى يعودوا إلى طبيعتهم السوية، مع الحرص على صحة أطفالكم النَّفسية، والسَّعي الحثيث لعقاب المُجرِم بالقانون دونَ حرج أو تردد.