هل يسير ترامب على طريق جورباتشوف في تفكيك الولايات الأمريكية.. وما مصير الاقتصاد العالمي؟

هل يسير ترامب على طريق جورباتشوف في تفكيك الولايات الأمريكية.. وما مصير الاقتصاد العالمي؟

يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة ثانية للبيت الأبيض بعد استماتته على الحكم وبذلك يصبح ترامب، الرئيس الأمريكي رقم 47، وهو ثاني رئيس لولايتين غير متتاليتين في تاريخ أمريكا بعد جروفر كليفلاند وهي أول من حقق ذلك إذ شغل منصب الرئيس الأمريكي الـ 22 ثم الـ 24، حيث يرى معارضو ترامب بأن سياسته تتصف بـ الغوغائية والعنيفة وأنه يسير على طريق رئيس الاتحاد السوفيتي السابق جورباتشوف.

من هو جورباتشوف؟ 

  ميخائيل غورباتشوف هو آخر رئيس للاتحاد السوفييتي 1991-1985والذي على يديه تم تفكيك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 وتحويله إلى عدة دول، وورثت روسيا إرث الاتحاد السوفييتي في الثروة والتاريخ وفي مقعده في مجلس الأمن.

 استعراض للهيمنة دون داع

 تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أقوى جيش وأسلحة فتاكة وفي نفس الوقت أقوى اقتصاد على مستوى العالم بإجمالي ناتج محلي 29 تريليون دولار، وصاحبة العملة الأقوى في العالم ويوجد 60 بنكا مركزيا في العالم يستخدم الدولار كعملة احتياطي نقدي أجنبي كل هذا العوامل جعلت من الولايات الأمريكية ذات قوة وهيمنة كبيرة، ويستخدم دونالد ترامب هذه الهيمنة والقوة في إذلال كندا والمكسيك، لا منطق سياسي أو منطق اقتصادي في استخدام ترامب لهذه الإجراءات العقابية ضد الدول خاصة عندما أعلن نيته ضم جزيرة جرين لاند وضم دولة كندا.

تراجع النفوذ الأمريكي 

مع القوى الاقتصادية والعسكرية التي تمتلكها الولايات الأمريكية تظهر في الأفق مشكلات اقتصادية عاصفة ويظهر ذلك جليا في تراجع الدولار الأمريكي الذي فرض سيطرته على العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أصبح اليوم يعاني، ولم يعد عملة صعبة دولية مثلما كان في السابق، بل أصبحت العملات المحلية تنافسه، فبعض الدول مثل روسيا الاتحادية والصين وحتى بعض الدول الأخرى أصبحت تشتري بالعملات المحلية، والتضخم الذي بلغ أقصى 35 تريليون دولار.

تشابه بين جورباتشوف وترامب 

وصل جورباتشوف الرئاسة في وقت أخذ فيه الاقتصاد السوفياتي في الانهيار، فأعلن أن هناك أزمة خطيرة تواجه البلاد ويجب اتباع إجراءات اقتصادية واسعة وهذا ما أعلنه الرئيس ترامب عند وصوله للحكم، كما أن هناك خطاب عاطفي لكليهما، والظروف المتشابهة التي استلم كلّ منهما الحكم فيها، ترامب، استلم الحكم بعد مرحلة ضعف واضحة خلال عهد” بايدن” وتراجع لدور الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس الوقت عودة قوية لروسيا والصين إلى المشهد الدولي.

اختلاف بين جورباتشوف وترامب

لكن على أرض الواقع الولايات المتحدة الامريكية ليست الاتحاد السوفيتي فالاتحاد السوفيتي كان يضج بالفساد، أما الولايات المتحدة دولة مؤسسات سواءً لجهة امتلاكها مؤسسات قوية ودورها في صناعة القرار، وكذلك لجهة القوى التي تتحكّم بمفاصل الدولة ودورها، وهذه المؤسسات من الصعب أن تسمح لصانع القرار الأمريكي أن يمضي بالبلاد نحو التفكك، والطرف الرابح في حال تفكك الولايات المتحدة هي الدول المنافسة روسيا والصين حيث تتربص بكين وموسكو بالولايات المتحدة من أجل الهيمنة على العالم.

سياسة خارجية متطرفة 

يعول على الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من المسؤوليات الأخلاقية والقانونية كونها دولة قوية وقيادية وهذا ما تفتقده الولايات المتحدة الأمريكية حسبما ذكر وزير الخارجية الأمريكية في مقال له على أحد الصحف الأمريكية ” مجلَّة USA Foreign affairs”، حيث سرد أنتوني جون بلينكن أن الولايات المتحدة الامريكية تواجه تحديات وصعوبات خصوصا مع بداية القرن الحادي والعشرين وانفرادها بالهيمنة العالمية وأكبر المناطق تعرض للخسائر هي المنطقة العربية، بعد دعم إسرائيل بشكل مطلق خلال سبعة عقود، حتى دول أوروبا الحليف الأقرب لم يسلم من سياسة ترامب. 

سياسة البروسترويكا والغلاسنوست الأمريكية 

تعرف هذه السياسية التي اتخذها جورباتشوف” البروسترويكا = إعادة البناء والتغيير، والغلاسنوست = العلانية أو الشفافية “، حيث استلم الحكم بعد مرحلةٍ طويلة من الركود والترهل في مختلف المجالات.. لكن ماذا حقق ترامب خلال أسبوعين من حكمه؟.

قرر ترامب معاقبة المحكمة الجنائية الدولية.انسحب من مجلس حقوق الإنسان.انسحب من منظمة الصحة العالمية.انسحب من اتفاقية باريس للمناخ.نشر عداؤه مع الدول المحيطة وأوروبا والصين وبنما والشرق الأوسط.إعلان ضم كندا وجزيرة جرين لاندزيادة الجمارك وحرب اقتصادية باردة على الصين والمكسيك

  وتعدّ العوامل التي اتخذها جورباتشوف من أهم العوامل التي أدّت إلى تفكْك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية تتشابه الى حد قريب مع الإجراءات العنيفة التي يجريها الرئيس الأمريكي الحالي.

والمتابع للسياسة الأمريكية يتبادر إلى الأذهان عدة أسئلة، ما القطب المؤهل الذي سيقود العالم ويملأ الفراغ الذي قد تتركه أمريكا حال تفككها؟ ومصير دول أوروبا؟.. وهل تتربع الصين لتصبح القوى الأكبر ومصير الاقتصاد العالمي؟