صدمة في صناعة السينما العالمية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم 100% على الأفلام المنتجة خارج أمريكا

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة موجة من الصدمة والارتباك في أوساط صناعة السينما العالمية، خاصة في أوروبا التي تُعد مركزًا رئيسيًا للإنتاج السينمائي.
صدمة في صناعة السينما العالمية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم 100% على الأفلام الأجنبية
رغم غموض التفاصيل حول كيفية تنفيذ هذ قرار ترامب الجديد، عبّر العديد من المنتجين والمخرجين في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها عن قلقهم العميق إزاء تأثير هذه السياسة على استقرار الصناعة، التي تعتمد منذ عقود على التصوير في مواقع دولية والاستفادة من الحوافز الضريبية والبنية التحتية المتطورة خارج أمريكا.
وقال أحد المنتجين البريطانيين إن هذا القرار عبثي تمامًا، مؤكدًا أن العديد من الأفلام الأمريكية الضخمة مثل هاري بوتر، المصارع، ومهمة مستحيلة صُوّرت خارج الولايات المتحدة لأسباب إنتاجية وإبداعية واضحة، ولا يمكن ببساطة حصر كل شيء داخل الأراضي الأمريكية.
وتصاعدت المخاوف في ظل انتقال عدد متزايد من الإنتاجات الكبرى، بما فيها بعض أجزاء سلسلة المنتقمون، إلى أوروبا في أعقاب الإضرابات الأخيرة في هوليوود.
وبحسب مطلعين، يرى ترامب، أن فرض رسوم جمركية قد يُجبر شركات الإنتاج على العودة إلى أمريكا، في حين يعتقد مراقبون أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وفي فرنسا، وصف جايتن برويل، رئيس المركز الوطني للسينما، السينما الأمريكية بأنها تُشكّل ما يقارب 60% من المحتوى المرئي في أوروبا، مشيرًا إلى أن فرض رسوم من هذا النوع قد يُلحق الضرر بجميع الأطراف، وليس فقط بصناع السينما الأوروبيين.
ومن جهة أخرى، اعتبرت مانويلا كاشياماني، المديرة التنفيذية لاستوديوهات شينيسيتا الإيطالية، أن العلاقات الثقافية بين الدول يجب أن تُبنى على التبادل لا الصدام، مؤكدة أن ما تقدمه أوروبا، وخاصة إيطاليا، من جودة ومواقع تصوير وثقافة لا يُمكن استنساخه في الولايات المتحدة.
ويرى هانز فرايكين، مستشار الصناعة المقيم في دبي، أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تسريع اعتماد هوليوود على أدوات الذكاء الاصطناعي بدلًا من توطين الإنتاج، مشددًا على أن صناعة السينما أصبحت قرية عالمية لا يمكن فصل أطرافها بجدار جمركي.
أما وكلاء المبيعات الأوروبيون، فاعتبروا تصريحات ترامب نوبة غضب قد تجر خسائر أكبر على الشركات الأمريكية نفسها، محذرين من أن الردود بالمثل قد تُضعف هيمنة أفلام هوليوود في الأسواق الدولية.
وفي الوقت الذي تستعد فيه مهرجانات مثل كان لاستقبال الأفلام والمنتجين من مختلف أنحاء العالم، أكد الكثيرون في صناعة السينما الأوروبية أنهم لن يتراجعوا عن التعاون الدولي، رغم الغموض الذي يكتنف التهديدات الأمريكية.
كما قالت مفوضة السينما التشيكية بافلينا زيبكوفا، منذ خمسينيات القرن الماضي، كان تصوير الأفلام الأمريكية في أوروبا مصدرًا ثقافيًا ثريًا للطرفين، وما يقترحه ترامب يُثير تساؤلات أكثر مما يقدم إجابات.