دراسة: النظام الغذائي غير الصحي قد يعجّل بموعد الدورة الشهرية لدى الفتيات

دراسة: النظام الغذائي غير الصحي قد يعجّل بموعد الدورة الشهرية لدى الفتيات

حذرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Human Reproduction من أن نوعية الطعام الذي يتناوله الأطفال، خصوصًا الفتيات، قد تؤثر بشكل مباشر على توقيت بداية  الدورة الشهرية الأولى لديهم، وبيّنت الدراسة أن الأنظمة الغذائية الالتهابية تزيد من احتمالية حدوث الدورة الشهرية المبكرة بنسبة تصل إلى 15%، في حين أن الأنظمة الصحية قد تقلل هذا الخطر بنسبة 8%.

النظام الغذائي غير الصحي قد يعجّل بموعد الدورة الشهرية لدى الفتيات

وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أوضحت الباحثة الرئيسية، الدكتورة هولي هاريس، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بمركز فريد هاتش للسرطان في سياتل، أن بدء الحيض في سن مبكرة لا يُعد أمرًا مزعجًا فحسب، بل يرتبط أيضًا بمخاطر صحية مستقبلية، من بينها الإصابة بسرطان الثدي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 7500 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا، من المشاركين في دراسة النمو اليوم (GUTS)، وجرى تقييم جودة الأنظمة الغذائية للأطفال باستخدام مؤشر الأكل الصحي البديل، بالإضافة إلى النمط الغذائي الالتهابي، وهما أداتان تقيسان مدى ارتباط النظام الغذائي بالأمراض المزمنة والالتهاب.

وأظهرت النتائج أن اتباع نظام غذائي متوازن، غني بالفواكه والخضروات والدهون الصحية والحبوب الكاملة والمكسرات، ارتبط بتأخر بدء الدورة الشهرية، في المقابل، فإن تناول اللحوم المصنعة والحبوب المكررة والمشروبات المحلاة، بما فيها الصودا والعصائر، كان مرتبطًا بتسريع ظهورها.

العلاقة بين النظام الغذائي والدورة الشهرية 

ومن اللافت أن الدراسة بيّنت أن العلاقة بين النظام الغذائي والدورة الشهرية المبكرة لا ترتبط فقط بالسمنة أو بكتلة الجسم، بل تشمل أيضًا تأثيرات غذائية أعمق مرتبطة بالالتهاب المزمن، ما يفتح الباب أمام أبحاث أوسع في هذا المجال، وفق ما ذكره الدكتور زيفان وانغ من كلية هارفارد للصحة العامة، والذي لم يشارك في الدراسة.

وإلى جانب الغذاء، أشار الخبراء إلى أن هناك عوامل بيئية أخرى قد تؤثر على توقيت البلوغ، مثل التعرض للمواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء، والتي توجد في بعض منتجات العناية الشخصية والهواء الملوث.

ونصحت هاريس بضرورة توفير خيارات غذائية صحية في المدارس، خاصة في وجبات الإفطار والغداء، استنادًا إلى إرشادات مبنية على الأدلة، كما شددت على أهمية تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، والتي تشكل نحو 70% من النظام الغذائي للمراهقين، بحسب ما أكدته الدكتورة ناتالي موث، طبيبة الأطفال وأخصائية التغذية.

واختتمت الدراسة بتوصية واضحة فيما أن التغييرات الغذائية الصغيرة في نمط حياة الطفل قد تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل المخاطر الصحية طويلة الأمد المرتبطة بظهور الحيض المبكر.