علماء يحذرون من ارتفاع الوفيات بحلول 2050 بسبب الاحتباس الحراري

علماء يحذرون من ارتفاع الوفيات بحلول 2050 بسبب الاحتباس الحراري

يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة معدلات الوفيات حول العالم، وذلك من خلال التسبب في حرائق الغابات المدمرة للأراضي، وموجات الحر المستنزفة للطاقة والعواصف الاستوائية العنيفة، ولكن بحسب دراسة جديدة، فإن أكثر من نصف مليون أوروبي قد يموتون سنويا بحلول عام 2050 بسبب تنفس الهواء فقط. 

وحذر العلماء في جامعة ليدز، من أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من السيارات ومحطات الطاقة وغيرها، يمكن أن تزيد معدلات الوفيات خلال جعل الهواء سامًا، حيث كشف الباحثون أنه من الممكن منع ما يصل إلى 250 ألف حالة وفاة بسبب سوء نوعية الهواء سنويا في وسط وغرب أوروبا بحلول عام 2050 إذا تم خفض الانبعاثات بشكل كبير.  

ارتفاع الوفيات بحلول 2050 بسبب الاحتباس الحراري 

ووفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، لا يمكن تخفيض معدلات الوفيات إلا إذا كان هناك تركيز قوي على الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري والملوثات الجوية المرتبطة بها بدءا من الآن.

وبحسب تحليل أجراه البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي مؤخرا، فإن سوء نوعية الهواء هو أكبر عامل خطر بيئي للوفيات المبكرة، مما يؤدي إلى وفاة ما يقدر بنحو 8 ملايين شخص سنويا على مستوى العالم.

وقال مؤلف الدراسة كونور كلايتون، وهو طالب دكتوراه في جامعة ليدز، إن أوروبا لديها معدل وفيات مرتفع للغاية بسبب جودة الهواء، بسبب الكثافة والدرجة الكبيرة من التحضر، وأن التخفيف الصارم من آثار تغير المناخ يمكن أن يكون له فوائد محلية. 

وركزت الدراسة، على اثنين من الملوثات في الهواء، وهي الجسيمات الدقيقة غير المرئية PM2.5، والأوزون على مستوى السطح O3، ويتكون الأوزون عندما يتفاعل الحرارة وأشعة الشمس مع الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مثل أكسيد النيتروز وأول أكسيد الكربون والمركبات العضوية المتطايرة التي تنطلق أثناء حرق الوقود الأحفوري، ومن المعروف أن استنشاق الأوزون الذي يخلق ضبابًا دخانيًا فوق المدن، ويؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، ويرتبط بارتفاع معدلات الوفيات.  

ويمكن للجسيمات PM2.5 أن تدخل الرئتين ثم إلى مجرى الدم، وتستقر في القلب والدماغ وأعضاء أخرى، ويعتقد أن استنشاق جسيمات PM2.5 يمكن أن يؤدي إلى تغييرات مرتبطة بأمراض مختلفة مثل مرض باركنسون والسكري وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض القلب، فضلًا عن التأثيرات على الصحة الإنجابية والجنينية. 

وأشار العلماء إلى إن الجسيمات PM2.5 تأتي من مصادر ملوثة للكوكب مثل السيارات ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم وغيرها من المصادر الصناعية، وإن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لا تؤدي بشكل مباشر إلى إنشاء PM2.5، لكنها تأتي من نفس المصادر، وبالتالي، فإن التخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مفيد لجودة الهواء المليء بالجسيمات.