عمر طلعت مصطفى يستعرض رؤية طموحة لزيادة عوائد مصر السياحية من خلال سياحة الجولف

تستقبل اليوم ملاعب جولف “مدينتي” و”قطامية ديونز” أولى أيام البطولة العربية للجولف التي تستضيفها وذلك خلال الفترة من اليوم الأربعاء وحتى يوم السبت المقبل، وهي البطولة التي تعد أول وأكبر فعالية عربية لرياضة الجولف.
وقال عمر طلعت مصطفى رئيس الاتحاد المصري للجولف الذي شارك كضيف في برنامج “ملعب ON” الذي يقدمه الإعلامي البارز إبراهيم عبد الجواد إن فعاليات البطولة العربية للجولف لن تقتصر على المنافسات الرياضية فحسب، بل تتيح للعائلات تجارب فريدة من نوعها وعروض مشوقة ومثيرة، حيث يقام مهرجان للجولف على هامش البطولة، والدعوة مفتوحة للأسر المصرية للمشاركة فيها والتعرف على رياضة الجولف عن قرب.
وحول صناعة رياضة الجولف كرؤية استثمارية، قال مصطفى إن هناك بلاد كثيرة استفادت من هذا المجال وحققت مداخيل كبيرة بعدما أصبحت رياضة الجولف أحد عناصر الجذب السياحي.
وأشار إلى أن مصر استقبلت العام الماضي نحو 15 مليون سائح وهناك خطة للوصول بهذا الرقم إلى 30 مليون في 2028 ومن الممكن أن يتم استغلال رياضة الجولف ضمن مكونات تلك الخطة، مؤكد أن مدينة كوستا دي لسول في اسبانيا تضم أكثر من 70 ملعب جولف يزورها سنويا نحو 1.2 مليون سائح لممارسة رياضة الجولف وبالمثل فإن مدينة “بيليك” التركية تضم 15 ملعب جولف ويزورها 140 ألف سائح سنويا.
عمر طلعت مصطفى يستعرض رؤية طموحة لزيادة عوائد مصر السياحية من خلال سياحة الجولف
وأوضح أن مصر بها 25 ملعب جولف قائم يزورهم 30 ألف سائح فقط وهذه الملاعب لها قوة استيعابية قابلة للزيادة وتستطيع استضافة 50 الف جولة سنويا بينما لا يزيد عدد الجولات التي يتم استضافتها حاليا عن 10 الاف جولة في العام فقط أي أن هناك فجوة تصل إلى 40 الف جولة، ويمكن لمصر ان تستقطب نوع معين من السائحين المهتمين بممارسة هذه الرياضة وبالفعل هناك طلب عالي على هذا النشاط.
وأكد أن البلاد مؤهلة بالفعل لتنفيذ هذا المخطط، فالمدة الزمنية لرحلة سائح الجولف تصل في المتوسط لخمسة أيام من بينهم يومين فقط لممارسة رياضة الجولف بينما يقضي باقي المدة في زيارة المعالم السياحية والتراثية والترفيهية، وبحسبة رياضية مبسطة فإن استضافة 40 ألف جولة لرياضة الجولف يمكن أن يستقطب 16 ألف سائح لكل ملعب جولف في مصر بإجمالي 400 ألف سائح جديد.
وأضاف مصطفى: “تشير الدراسات إلى أن مستوى إنفاق سائح الجولف تزيد بمعدل أربع اضعاف مستوى إنفاق السائح العادي، ما يعني أن متوسط إنفاق 15 مليون سائح تقليدي يوازي تقريبا 15 مليار دولار بمتوسط الف دولار لكل سائح بينما ينفق سائح الجولف 4 الاف دولار بإجمالي 1.6 مليار دولار إذا زار البلاد 400 ألف سائح جولف سنويا.
وقال إن مصر استضافت بطولة “الايجن تور” العالمية قبل ثلاث سنوات وهي البطولة التي تم عرضها في أكثر من 45 دولة وحققت نجاحا كبيرا وهذا هو النموذج الذي يمكن لمصر أن تنفذه لاستقطاب عشاق ممارسة رياضة الجولف لاسيما وأن مصر تمتلك مزايا تنافسية تتفوق بها عن المدن التي سبق وأن أشرت إليها، فالسائح سيكون أمامه فرصة للاستمتاع في الوجهات الساحلية والمقاصد السياحية والأثرية والتراثية المصرية الفريدة.
من جانبه أكد محمد أنور نائب رئيس الاتحاد المصري للجولف إن لعبة الجولف ليست رياضة الأثرياء أو كبار السن كما يتصور البعض فمعدل اعمار لاعبي الجولف متفاوت وهي لعبة يمارسها الأطفال والشباب والكبار والسيدات، فالصورة النمطية التي يعتنقها البعض عن هذه الرياضة تغيرت في العالم الذي كان ينظر للجولف من زاوية ضيقة حتى تسعينات القرن الماضي، لكن تلك النظرة تغيرت تماما في العالم ويجب ان تتغير في مصر أيضا وبالمناسبة فإن أغلب لاعبي الجولف في مصر ينتمون لأسر متوسطة وليسوا من طبقة الأثرياء كما يعتقد البعض.
وبدوره فقد النجم المصري ولاعب الجولف الدولي الكابتن عمرو أبو العلا إن استقطاب سياحة الجولف تغزو المنطقة العربية، فمدينة دبي أصبحت مقصدا كبيرا لممارسي اللعبة كما أن مدينة أغادير المغربية ومدينة قنطاوي في سوسة التونسية أصبحتا من أهم وجهات لاعبي الجولف في المنطقة العربية، ومصر لديها فرصة كبيرة للاستفادة من مقاوماتها السياحية لاستقطاب هذا النوع من السياحة.
وقال إنه في خلال السنوات العشر الأخيرة حصل سبعة لاعبين مصريين على منح رياضية في جامعات أمريكية، وهناك تطور كبير في رياضة الجولف في مصر وانتشار للملاعب ولدينا لاعبين جيدين لكن ليس بالعدد الكافي ونأمل في زيادة قاعدة الممارسين وذلك من خلال زيادة عدد الملاعب على مستوى المحافظات.
من جانبه قال فرانسيسكو ديلانكاستري مدير العمليات بشركة B54 لإدارة وتشغيل ملاعب الجولف إن مصر قادرة بنسبة 100% على استقبال بطولات عالمية في الجولف وهي من الدول القليلة في العالم التي تمتلك مقاصد سياحية متميزة، كما تمتلك بنية تحتية متقدمة ولديها شواطئ وبحار وملاعب جولف متميزة ولدينا ثقة كبيرة في الاتحاد المصري للجولف لتحقيق المزيد من التقدم في تلك الرياضة.
وأشاد بالاستراتيجية الوطنية لرياضة الجولف التي يتبناها الاتحاد المصري لرياضة الجولف، وقال إنها رؤية ناجحة ومتميزة ستساعد مصر على تحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال والاستفادة من الموقع الجغرافي القريب من دول أوروبا والواقع أيضا في قلب منطقة الشرق الأوسط وبالقرب من قارة أسيا وهي المناطق التي يتواجد بها نحو 80% من ممارسي رياضة الجولف على مستوى العالم.
وقبل ختام الحلقة، عرض إبراهيم عبدالجواد مقدم البرنامج نسخة من أقدم كأس لبطولة جولف إفريقية استضافتها القاهرة عام 1885، حيث كان في مصر أقدم ملعب جولف بالقارة الإفريقية، وهي البطولة التي فاز بها النجم المصري الكبير ولاعب الجولف الدولي الكابتن عمرو أبو العلا أكثر من مرة.