فوضى داخل "مستشفى المسلّة" بأسوان

في واقعة صادمة هزّت الشارع الأسواني، اقتحم أحد المواطنين مستشفى المسلّة بمدينة أسوان وهو يحمل سلاحًا أبيض، مثيرًا حالة من الذعر بين المرضى والمرافقين، وأربك الطاقم الطبي والتمريضي الذي فوجئ بالمشهد غير المألوف داخل منشأة علاجية يُفترض أن تكون آمنة ومحمية.
الحادثة التي وُصفت بـ”النادرة” في المجتمع الأسواني أثارت العديد من التساؤلات حول غياب الإجراءات الأمنية، خاصة وأن المواطن الذي يحمل السلاح تمكّن من دخول المستشفى دون أي تفتيش، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول أداء أفراد الأمن الإداري داخل المستشفى، ودور إدارة المنشأة في حماية المرضى والعاملين.
المشهد كان مرعبًا بكل المقاييس، حيث تسبّب المهاجم في حالة هلع عام بين الممرضات والمرضى، وسط صرخات استغاثة وانتشار الفوضى داخل أحد أهم المرافق الصحية في المحافظة.
وفي أول تعليق رسمي، صرّح الدكتور طه محمود، مدير مستشفى المسلّة قائلا: ندين بشدة هذا التصرّف غير المقبول، وقد تم استدعاء الشرطة فورًا للسيطرة على الموقف، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة. كما تم فتح تحقيق داخلي لمراجعة أداء الأمن الإداري بالمستشفى، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي تقصير في أداء الواجب.
موضحا أن المواطن لديه ابنة تم استقبالها بمستشفى المسلة بأسوان وتم تقديم أوجه الرعاية كاملة ولكنه فاجأ الجميع بهذا التصرف غير المقبول.
ويأتي هذا الحادث في وقت بالغ الحساسية، حيث تستعد محافظة أسوان لإطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل خلال أيام، وسط اهتمام رئاسي واضح بالنهوض بالقطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات المقدّمة للمواطنين.
ورغم كل هذا، يبدو أن مستشفى المسلّة بأسوان الذي يُعد أحد ركائز منظومة الرعاية الصحية الجديدة يعيش حالة من التسيّب والإهمال الأمني، الأمر الذي يتطلّب وقفة جادة من الجهات المعنية ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخلل الجسيم.
فمن المسؤول عن هذه الفوضى؟ ومن يضمن سلامة المرضى والعاملين في ظل غياب واضح لأبسط معايير التأمين والسلامة؟ أسئلة تنتظر إجابات عاجلة، قبل أن تتكرّر المأساة بشكل أكثر خطورة في الأيام القادمة.