ظاهرة الشتاء النووي.. صراع الهند وباكستان يهدد كوكب الأرض بكارثة مناخية

ظاهرة الشتاء النووي.. صراع الهند وباكستان يهدد كوكب الأرض بكارثة مناخية

في ظل تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، حذّرت دراسة علمية جديدة من أن اندلاع مواجهة نووية بين الدولتين قد يؤدي إلى كارثة بيئية عالمية تهدد الأمن الغذائي والمناخي للبشرية جمعاء.

صراع الهند وباكستان يهدد كوكب الأرض بكارثة مناخية

وأظهرت دراسة أن استخدام الأسلحة النووية في هذا النزاع يمكن أن يطلق ما بين 16.1 إلى 36.6 تيراغرام من الكربون الأسود إلى طبقة الستراتوسفير، بحسب حجم الأسلحة المستخدمة، هذا السخام سيعلو في الغلاف الجوي ويحجب ضوء الشمس، مما يتسبب بظاهرة تُعرف بـالشتاء النووي قد تستمر لسنوات وتؤدي إلى اضطرابات مناخية حادة.

يتوقع الباحثون أن تؤدي هذه التغيرات المناخية إلى انخفاض حاد في إنتاج المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة والأرز وفول الصويا، بنسبة تصل إلى 11% عالميًا، بل قد تتجاوز 20% في بعض المناطق. وتشمل المناطق الأكثر تضررًا أمريكا الشمالية وأوروبا وروسيا والصين، ما يهدد إمدادات الغذاء لمليارات البشر.
 

وتزداد خطورة هذه النتائج على الدول النامية في الجنوب العالمي، التي تعتمد بشكل أساسي على استيراد الغذاء وتفتقر للقدرات الاقتصادية لمواجهة المجاعات واسعة النطاق.

شارك في الدراسة 18 باحثًا من خمس دول بقيادة جوناس ياغرمير من معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة ناسا، حيث قاموا بتحليل التأثير البيئي لنزاع نووي محدود، باستخدام نحو 100 قنبلة تعادل قوة قنبلة هيروشيما، وأكد الباحثون أن حتى نزاع إقليمي محدود قد يكون له آثار مدمرة على مستوى العالم.

ترسانة متزايدة ونزاع لا ينتهي

يمتد الصراع بين الهند وباكستان إلى عام 1947، حيث خاض البلدان أربع حروب بسبب قضايا متعددة أبرزها النزاع المستمر على إقليم كشمير ومع امتلاك البلدين أكثر من 150 رأسًا نوويًا، واستمرار توسيع ترساناتهما، يتزايد احتمال اندلاع مواجهة قد تخرج عن السيطرة.
وأشار فرانك أودونيل، نائب مدير برنامج جنوب آسيا في مركز ستيمسون، إلى أن استمرار النزاع في كشمير يزيد من احتمال المواجهة النووية. وقال: طالما ظل النزاع الإقليمي دون حل، فإن التهديد النووي بين الهند وباكستان سيبقى قائمًا.