متحدثة المفوضية الأوروبية: مصر تلعب دورا حيويا لترسيخ استقرار الشرق الأوسط وندعم حل الدولتين.. وهذا موقفنا من سد النهضة وحرب الصين وأمريكا التجارية| حوار

متحدثة المفوضية الأوروبية: مصر تلعب دورا حيويا لترسيخ استقرار الشرق الأوسط وندعم حل الدولتين.. وهذا موقفنا من سد النهضة وحرب الصين وأمريكا التجارية| حوار

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، وتصاعد التوترات في عدد من المناطق حول العالم، من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، يبرز الدور الأوروبي كقوة فاعلة تسعى لتحقيق الاستقرار عبر الحوار والدبلوماسية.

وفي هذا السياق، أجرى القاهرة 24، حوارًا خاصًا مع المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، أنيتا هايبر، للوقوف على موقف الاتحاد الأوروبي من عدد من القضايا الملحّة، أبرزها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتطورات النزاع في غزة، والموقف من النظام السوري، إضافة إلى الصراع الدائر بين الهند وباكستان، وملف سد النهضة، والدور الإقليمي الحيوي الذي تلعبه مصر.

وإلى نص الحوار:

– ما التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي للحد من المخاطر الناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟

الصين تلعب دورا محوريًا في معالجة احتمالات تحويل التجارة نتيجة فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، وخاصة في القطاعات المتأثرة بفائض الإنتاج العالمي، ونبحث مع الصين عن طريق رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، إنشاء آلية  لتتبع حالات تحويل التجارة المحتملة وضمان تطورات الأمر.

كما نراقب الواردات عن كثب لضمان اكتشاف أي زيادة محتملة عن تحويل التجارة، للرد بالشكل المناسب حال اكتشاف زيادة في الواردات الصينية من شأنها أن تلحق الضرر الصناعة الأوروبية، وفي في مثل هذه الحالة يمكن للمفوضية الأوروبية برئاسة أورسولا فون دير لاين تفعيل أدوات الدفاع التجاري، بما في ذلك فتح تحقيقات لحماية صناعتنا الأوربية.

وبالإضافة إلى ذلك، يعمل الاتحاد الأوروبي على حماية نفسه من التأثيرات غير المباشرة لتحويل التجارة، ولهذا الغرض يجري حاليًا إنشاء قوة مهام لمراقبة الواردات، وسنعمل مع القطاع الصناعي لضمان وجود قاعدة أدلة قوية تدعم سياساتنا، وسنُبقي قنوات الاتصال مفتوحة للحد من أي تأثيرات متبادلة ناجمة عن إجراءاتنا.

 

– هل هناك مبادرات جديدة أو مقترحات مطروحة حاليًا للتفاوض على إنهاء الحرب في غزة؟
يظل الاتحاد الأوروبي ملتزمًا التزامًا راسخًا بتحقيق سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين، إذ يحق للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء العيش بأمن وكرامة وسلام، ويحث المجلس الأوروبي جميع الأطراف على الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض مبدأ حل الدولتين أو تقويض مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

– ما موقف الاتحاد الأوروبي من النظام السوري الحالي؟

يشدد المجلس الأوروبي على أهمية انتقال سلمي وشامل في سوريا، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية ضارة، مع ضرورة حماية حقوق جميع السوريين من مختلف الخلفيات العرقية والدينية دون تمييز، كما يجب احترام استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها ضمن حدود آمنة، وذلك تماشيًا مع القانون الدولي.

– إلى أي مدى يمكن أن تُسهم الشراكة مع مصر في الحيلولة دون انزلاق المنطقة نحو صراعات أهلية أو توترات أوسع بين العرب وإسرائيل؟

تلعب مصر دورًا محوريًا في ترسيخ الاستقرار الإقليمي، لا سيما في ما يتعلق بغزة وسوريا والشرق الأوسط، فضلًا عن تعزيز التعاون مع دول الخليج، وتُعد مساهماتها أساسية في دعم الحوار، والمبادرات الإنسانية، وتحقيق الاستقرار طويل الأمد.

 

– ما هو موقف الاتحاد الأوروبي من قضية سد النهضة؟

يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه القوي للتوصل إلى حل توافقي بين جميع الأطراف بشأن تشغيل سد النهضة الإثيوبي الكبير، ويجب تجنب أي خطوات أحادية قد تُفضي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

وكما سبق أن عرضنا، فإن الاتحاد الأوروبي على استعداد للمشاركة وتقديم الدعم في حال قررت جميع الأطراف ذلك، مستفيدًا من خبرته في إدارة الموارد المائية المشتركة.
 

– كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى تصريحات الرئيس ترامب بشأن وقف الحرب مع الحوثيين؟

يرحب الاتحاد الأوروبي بالهدنة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة مؤخرًا مع الحوثيين، والتي تمت بوساطة سلطنة عمان، وتُعد أي هدنة تُسهم في إنقاذ الأرواح وتساعد على خفض التصعيد في المنطقة خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، ونتوقع من الحوثيين تأكيد التزامهم بالهدنة من خلال خطوات ملموسة تتضمن وقف كافة هجماتهم.
 

 – هل من المحتمل أن تتصاعد التوترات العسكرية الجارية بين نيودلهي وإسلام آباد إلى صراع نووي؟

يراقب الاتحاد الأوروبي عن كثب وبقلق بالغ التوترات المتزايدة في المنطقة وعواقبها، بما في ذلك احتمال سقوط المزيد من الضحايا، ويدعو الاتحاد الأوروبي كلا الطرفين إلى ضبط النفس، وتهدئة التوترات، والكف عن شن المزيد من الهجمات لحماية أرواح المدنيين من الجانبين.

كما يحث الاتحاد الأوروبي كلا الجانبين على الحوار، ومن الضروري أن تفي الهند وباكستان بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، وأن تتخذا جميع التدابير الممكنة لحماية أرواح المدنيين، وسوف يعمل الاتحاد الأوروبي مع كل الأطراف لتهدئة الأوضاع.