قيثارة السماء.. أهم محطات حياة الشيخ محمد رفعت في ذكرى ميلاده ووفاته

يحل اليوم الجمعة الموافق التاسع من مايو عام 2025، ذكرى مرور 143 عامًا على ميلاد القارئ الشيخ محمد رفعت، و73 عامًا على وفاته، وهو الذي اشتهر بلقب قيثارة السماء.
وكانت وزارة الأوقاف أطلقت اسم الشيخ محمد رفعت على الدورة الحادية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي أقيمت العام الماضي.
نبذة عن حياة الشيخ محمد رفعت
وُلد الشيخ محمد رفعت في حي المغربلين بالقاهرة، وفقد بصره في سن مبكرة، وتحديدًا في الثانية من عمره، كما توفي والده وهو في التاسعة من عمره.. بدأ مسيرته في إحياء ليالي القرآن الكريم وهو في الرابعة عشرة من عمره.
ذاع صيته سريعًا رغم صغر سنه، حتى تم اختياره عام 1918، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ليكون قارئًا للسورة في مسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب بالقاهرة، حيث بلغت شهرته آفاقًا واسعة. وساهمت هذه الشهرة في اختياره لافتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، فكان أول ما تُلِيَ فيها قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾.
عندما طلبت منه بعض الإذاعات تسجيل تلاوات مقابل أجر مادي، امتنع في البداية خوفًا من حرمة ذلك، ولكنه استفتى شيخ الأزهر آنذاك، الإمام المراغي، الذي أجاز له ذلك.
رائد مدرسة التلاوة الحديثة:
يُعد الشيخ محمد رفعت رائدًا لمدرسة التلاوة الحديثة، فقد تأثر بأدائه القوي وصوته العذب الكثير من القراء، وسار العديد منهم على نهجه المتميز في تلاوة القرآن الكريم.
لقب محبوه ومستمعوه الشيخ رفعت بـ قيثارة السماء وصفًا لعذوبة صوته الروحاني الملائكي.
بعد حياة قضاها الشيخ في خدمة القرآن الكريم، توفي في التاسع من مايو عام 1950، ودُفن بجوار مسجد السيدة نفيسة كما كان يتمنى.
آراء بعض العلماء والقراء في الشيخ محمد رفعت:
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي عنه: إن أردنا أحكام التلاوة فالحصريّ، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد، وإن أردنا الخشوع فهو المنشاوي، وإن أردنا النفَس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو الشيخ محمد رفعت.
وصفه القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع بأنه صاحب الصوت الباكي، حيث كان يقرأ القرآن وهو يذرف الدموع.
وقال القارئ الشيخ محمد الصيفي: رفعت لم يكن كبقية الأصوات تجرى عليه أحكام الناس.. لقد كان هِبة من السماء، بينما قال عنه شيخ الأزهر الأسبق الإمام محمد مصطفى المراغي: هو منحة من الأقدار حين تهادن وتجود، بل وتكريم منها للإنسانية.