مدينة أمريكية تدخل حالة تأهب قصوى بعد تصاعد النشاط الزلزالي حول بركان جبل سبور

دخلت مدينة أنكوريج، أكبر مدن ولاية ألاسكا الأمريكية، في حالة تأهب قصوى بعد سلسلة من الزلازل الصغيرة التي ضربت محيط جبل سبور، أحد أكبر البراكين في المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من ثوران وشيك قد يُحدث اضطرابات واسعة النطاق.
ووفقًا لديلي ميل، خلال اليومين الماضيين، تم رصد 28 زلزالًا في منطقة البركان، الذي يبلغ ارتفاعه 11 ألف قدم ويقع على بُعد 130 كيلومترًا (81 ميلًا) من مدينة أنكوريج. وتشير هذه الزلازل إلى نشاط زلزالي متصاعد، يُعتقد أنه ناجم عن صعود الصهارة إلى مستويات قريبة من سطح الأرض، وهو ما يُنذر بحدوث انفجار بركاني خلال أسابيع أو أشهر.
كما رُصدت انبعاثات من الغاز والبخار من فوهة البركان، شوهدت بوضوح في تسجيلات مصورة التقطها أحد السكان المحليين. وأكد مرصد براكين ألاسكا (AVO) وجود عمود من البخار يتصاعد من القمة، مما يُعزز المخاوف من ثوران قريب.
خطر بركاني يهدد السكان والبنية التحتية
في حال ثوران جبل سبور، يُتوقع أن يُطلق سحابة رماد هائلة تصل إلى ارتفاع 50 ألف قدم في الجو، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لحركة الطيران بسبب الجزيئات الكاشطة الموجودة في الرماد البركاني. وقد يتسبب ذلك في إغلاق مطارات رئيسية مثل مطار أنكوريج الدولي، الذي يُعد رابع أكثر مطارات الشحن ازدحامًا في العالم، ومطار فيربانكس الدولي.
ويُحذر العلماء من أن سحب الرماد يمكن أن تُغطي مدينة أنكوريج بطبقة كثيفة من الغبار البركاني، مما يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية، وفرض قيود على السفر، وتكاليف تنظيف مرتفعة، كما حدث في ثوران عام 1992، حين غطى الرماد المدينة وتسبب بخسائر مادية قُدرت بمليوني دولار.
علامات متزايدة تنذر بثوران محتمل
وفقًا للدكتور مات هاني، العالم المسؤول في مرصد البراكين، فإن العلامة التالية التي قد تشير إلى قرب الثوران ستكون الهزات البركانية، وهي اهتزازات مستمرة وطويلة الأمد تختلف عن الزلازل القصيرة التي رُصدت مؤخرًا. وتحدث هذه الهزات عادة عندما تبدأ الصهارة بالارتفاع نحو سطح الأرض.
ويُذكر أن آخر ثوران كبير للبركان حدث في عام 1992، وسبقه نشاط زلزالي وهزات مماثلة.
استعدادات جارية في أنكوريج
تستعد سلطات مدينة أنكوريج لمواجهة احتمالية وقوع ثوران، من خلال تخزين المواد الغذائية والمياه ومعدات الوقاية. ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 300 ألف نسمة، ما يجعل تداعيات أي نشاط بركاني كارثي تمتد إلى مستوى وطني، خاصة مع احتمالات تأثر سلاسل الإمداد الدولية وتعليق الرحلات الجوية.