حكاية مولد عبد الله الغريب.. الأقدم في السويس وزواره من جميع المحافظات

ينطلق بعد غدٍ الاثنين الاحتفال بأقدم موالد محافظة السويس، وهو مولد عبد الله الغريب، وذلك بمسجده الكائن وسط المدينة، بمشاركة أكثر من 8 طرق صوفية تضم الآلاف من أتباعها من مختلف المحافظات المصرية.

الاحتفال بمولد عبد الله الغريب في السويس

ويُعد الاحتفال بمولد عبد الله الغريب عادة قديمة ممتدة منذ أكثر من 100 عام، إذ تمتلئ الساحات الخارجية للمسجد بآلاف من أهالي السويس وزوّار المدينة وروّاد الطرق الصوفية.

ويحرص أبناء السويس على استقبال زوّار المولد بتقديم المأكولات والمشروبات وتوزيع الحلويات، بل إن بعض الأهالي يقومون باستضافة الزوّار في منازلهم المجاورة للمسجد تقديرًا لمشاركتهم في الاحتفال بعبد الله الغريب.

أما صاحب المولد، فهو القائد المغربي أبو يوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد، وقد ورد في كتب التاريخ أنه كان قائدًا عسكريًا عُرف بالتقوى والزهد، وبدأ صيته في عام 926 ميلادية عندما اعترض القرامطة طريق الحجيج، وكانت السويس آنذاك طريقًا للحج.

وعندما علم مؤسس الدولة الفاطمية، عبد المهدي، بهجوم القرامطة على مصر والحجاج، أرسل أبا يوسف المعروف بـ الغريب على رأس حملة عسكرية إلى مصر عام 936 ميلادية.

وتقدّمت الحملة من القاهرة إلى بلبيس، ثم إلى القلزم، إذ دارت معركة حاسمة انتهت باستشهاد الغريب ليلة الجمعة، 17 من ذي القعدة عام 320 هجرية.

ومن الحكايات الشعبية المتداولة، أن بئرًا قد تفجّرت بجوار مسجد وضريح عبد الله الغريب خلال حصار السويس في 22 أكتوبر 1973 بعد حرب أكتوبر، وذلك بعد أن قطع الجيش الإسرائيلي المياه عن المدينة، فكان هذا البئر سببًا في سقي أهالي السويس.

وقال محمود زرزور، وكيل مشيخة الطرق الصوفية، في تصريحات لـ القاهرة 24، إن الاحتفال بمولد عبد الله الغريب عادة قديمة، حيث يجتمع الأهالي لترديد الأذكار والاستماع إلى الخطب الدينية والتواشيح والابتهالات الدينية.

وأضاف أن المولد سيشهد حضور أعضاء من الطرق السعدية والبرهامية والبيومية والأحمدية المرازيق، والرفاعية والجازولية والشاذلية والمرغنية والدسوقية الأحمدية وغيرها، وقد تم تجهيز أماكن لاستضافتهم.

وأوضح أن المولد سيبدأ بعد غدِ الاثنين، وتُختتم فعالياته مساء الخميس المقبل.

وقال مصدر بمديرية الأوقاف بمحافظة السويس بأنه تم التوجيه بفتح ضريح عبد الله الغريب لاستقبال الزائرين، مع تجهيز المسجد لاستيعاب الوافدين.