ترامب يكشف عن تقدم كبير.. تفاصيل محادثات الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين

استأنفت الولايات المتحدة والصين، اليوم الأحد، جولة ثانية من المحادثات الحاسمة بشأن الرسوم الجمركية التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وسط تباين واضح في مواقف الجانبين حيال مسار المفاوضات.
أزمة الرسوم الجمركية
وحسب وكالة أسوشيتد برس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كتب على مواقع التواصل الاجتماعي أن تقدمًا كبيرًا يتحقق، ولوّح بإمكانية إجراء إعادة ضبط شاملة، تزامنًا مع انطلاق اليوم الثاني والأخير من المحادثات المقررة في جنيف.
وفي المقابل، لم تصدر بكين تعليقًا مباشرًا، إلا أن وكالتها الرسمية اتخذت لهجة متشددة، مؤكدة أن الصين سترفض بحزم أي مقترح يمس المبادئ الجوهرية أو يقوّض العدالة العالمية.
ورغم نبرة التفاؤل التي أطلقها ترامب، فإنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية، كما أحجم البيت الأبيض عن الإدلاء بمعلومات خلال اليوم الأول من المحادثات أو بعده، وأكد مسؤولان تحدثا لوكالة أسوشيتد برس، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أن المحادثات قد استؤنفت صباح الأحد.
ويعوّل مراقبون على أن تسهم هذه المحادثات في تهدئة الأسواق العالمية التي شهدت اضطرابات واسعة بسبب المواجهة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، في ظل تأجيل تفريغ شحنات قادمة من الصين بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات.
وجرت المحادثات خلف أبواب مغلقة، من دون أن يدلي أي من الطرفين بتصريحات لوسائل الإعلام بعد انتهاء اليوم الأول، وفي هذا السياق، نشرت وكالة شينخوا الصينية افتتاحية قالت فيها إن المفاوضات لا ينبغي أن تُستغل كذريعة لممارسة الضغوط أو الابتزاز، وإن بكين سترفض بقوة أي طرح يمس مبادئها الأساسية أو يضر بالعدالة العالمية.
ورُصدت عدة مواكب من سيارات سوداء تدخل وتخرج من مقر إقامة السفير السويسري لدى بعثة الأمم المتحدة في جنيف، حيث جرت المحادثات الرامية إلى تهدئة التوتر التجاري المتصاعد بين الجانبين.
وكان ترامب قد رفع الشهر الماضي الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية لتصل إلى نسبة تراكمية قدرها 145%، وردّت الصين بفرض رسوم انتقامية على الواردات الأمريكية بنسبة 125%، وهي مستويات تُعد بمثابة مقاطعة متبادلة بين الجانبين، مما أدى إلى اضطراب في التبادل التجاري الذي بلغ العام الماضي أكثر من 660 مليار دولار.
وقبيل انطلاق المحادثات، لمح ترامب إلى احتمال خفض الرسوم المفروضة على الصين، قائلًا في منشور على منصة تروث سوشيال إن نسبة 80% تبدو مناسبة، في إشارة إلى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الذي يقود فريق التفاوض.
وتُعد هذه المحادثات أول لقاء مباشر بين الجانبين لمناقشة هذه القضايا. ورغم ضعف الآمال بتحقيق اختراق كبير، فإن مجرد خفض متبادل ولو محدود في الرسوم قد يسهم في استعادة بعض الثقة بالأسواق.
وقال جيك فيرنر، مدير برنامج شرق آسيا في معهد كوينسي لدراسات الحكم الرشيد، إن بدء المفاوضات لنزع فتيل الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين يمثل خطوة ضرورية، واعتبر من الإيجابي أن الجانبين تمكنا من تجاوز الجدل حول من يتعين عليه الاتصال أولًا.
وتُعد الرسوم التي فرضها ترامب على الصين الأكثر حدة، إذ تشمل ضريبة بنسبة 20% تهدف للضغط على بكين لاتخاذ إجراءات أقوى ضد تهريب مادة الفنتانيل الاصطناعية إلى الولايات المتحدة، أما الرسوم الأخرى البالغة 125% فتعود إلى نزاع يعود إلى الولاية الأولى لترامب، وتُضاف إلى رسوم سابقة، ما يجعل إجمالي التعرفة الجمركية على بعض السلع الصينية يتجاوز 145%.
كما يشكّل العجز التجاري الأمريكي مع الصين، الذي بلغ رقمًا قياسيًا قدره 263 مليار دولار العام الماضي، أحد أبرز محاور الانتقاد التي يوجهها ترامب إلى بكين.