بعد استخدامه في واقعة كمبوند 6 أكتوبر.. ما هو سم الإستركنين الذي يهدد حياة الحيوانات والبشر؟

تصدر سم الإستركنين تريند منصات التواصل الاجتماعي بعد استخدامه لقتل الحيوانات في واقعة اعتداء كمبوند شهير بـ6 أكتوبر، كما كشفت عنه مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تفاصيل سم الإستركنين، مؤكدًا أنه من بين أكثر المواد السامة المعروفة والتي قد تؤدي إلى الوفاة حتى بجرعات ضئيلة جدًا.
وبحسب تقرير المركز، فإن الإستركنين عبارة عن مسحوق بلوري أبيض، عديم الرائحة، وذو طعم مر للغاية، ويمكن أن يدخل الجسم عبر عدة طرق، منها الابتلاع، أو الاستنشاق، أو الحقن الوريدي المباشر.
ووفقًا لـ CDC، فإن جرعة صغيرة لا تتجاوز 5 ملليجرامات قد تكون كافية لإحداث تأثيرات عصبية وعضلية قاتلة في جسم الإنسان، مشيرًا إلى أن السم يمنع عمل مستقبلات الغلايسين في الحبل الشوكي والدماغ، ما يؤدي إلى فرط في النشاط العصبي والعضلي، يظهر على هيئة تشنجات عضلية عنيفة، وصعوبة في التنفس، وارتفاع في درجة الحرارة، وحتى الوفاة نتيجة فشل الجهاز التنفسي.
طرق التسمم وأعراضه
التسمم بالإستركنين قد يحدث بسبب:
• ابتلاع الطُعوم المسممة التي تُستخدم لمكافحة القوارض.
• تناول أعشاب أو مكملات عشبية مغشوشة تحتوي على المادة دون علم المستخدم.
• الحقن أو الخلط في مشروبات أو أطعمة في حالات التسمم الجنائي.
تبدأ الأعراض عادةً في غضون 15 إلى 60 دقيقة من التعرض للسم، وتشمل:
• تقلصات عضلية مؤلمة تبدأ في الوجه والرقبة ثم تمتد إلى باقي الجسم.
• صعوبة شديدة في التنفس بسبب تقلص عضلات القفص الصدري.
• انحناء الجسم للخلف بسبب التشنجات وهي من الأعراض المميزة للتسمم.
• الوعي الكامل خلال النوبات التشنجية، ما يزيد من معاناة المصاب.
• الوفاة قد تحدث خلال ساعات في حال لم يتم تقديم العلاج بسرعة.
لا يوجد ترياق محدد
يشير مركز CDC إلى أنه لا يوجد ترياق نوعي لسم الإستركنين، بل يعتمد العلاج على:
• دعم الجهاز التنفسي باستخدام أنبوب التنفس الصناعي في الحالات الشديدة.
• استخدام المهدئات القوية مثل الدياذيبام والفينوباربيتال لتقليل التشنجات.
• تفريغ المعدة وتنقية الجسم باستخدام الفحم النشط إذا تم التسمم عن طريق الفم.
توصيات وتحذيرات
وحذر CDC الأفراد من تناول أي أعشاب أو مكملات غير معروفة المصدر، أو استخدام طُعوم القوارض دون احتياطات صارمة، كما يشدد على أهمية الاحتفاظ بالمواد السامة بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة، وضرورة الاتصال الفوري بمراكز السموم في حال الشك بحدوث تعرض.
ونبه المركز إلى أن الوعي العام بخطورة الإستركنين لا يزال محدودًا، رغم كونه مادة سامة مميتة يمكن إساءة استخدامها بسهولة، ما يتطلب جهودًا أكبر في التوعية والرقابة والتشديد على تداول هذه المادة.