تعرقل إعادة الإعمار.. ترامب يعارض العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في غزة

تشهد العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توترًا متزايدًا بسبب تباين المواقف تجاه الملفين الإيراني والفلسطيني، حسب ما أفادت به مصادر أمريكية ودبلوماسية شرق أوسطية مطلعة لـ إن بي سي الأمريكية.
الحرب على غزة
في بداية ولاية ترامب، كانت مواقفه متماشية مع توجهات الحكومة الإسرائيلية، حيث رفع القيود التي فرضتها إدارة بايدن على تسليم قنابل ثقيلة إلى إسرائيل، وشجّع العمليات العسكرية في غزة، كما تبنّى موقفا صارما من إيران والفصائل التابعة لها في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن الخلافات بدأت تظهر مؤخرا، مع تباعد وجهات النظر بين ترامب ونتنياهو بشأن كيفية التعامل مع هذه القضايا بعد تراجع قوة حماس وتدهور وضع إيران، فبينما يرى نتنياهو أن الفرصة سانحة لتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، يفضل ترامب التفاوض للتوصل إلى اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وأضافت أنه في الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل هجوما عسكريا جديدا على غزة، يدفع ترامب باتجاه وقف إطلاق نار سريع، في إطار خطته لإعادة إعمار القطاع وتحويله إلى ما وصفه بـ ريفييرا الشرق الأوسط، كما أثار قراره وقف الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، بعد إعلان الجماعة وقف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، غضب نتنياهو، لا سيما بعد استهداف الحوثيين لإسرائيل بصاروخ سقط بالقرب من مطار بن جوريون.
وأفادت مصادر أمريكية لـ إن بي سي الأمريكية بأن تصريحات ترامب الأخيرة زادت من حدة التوتر، خاصة عندما أعلن أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية ضمن الاتفاق النووي الجاري التفاوض عليه، ونقل مستشار نتنياهو، رون ديرمر، هذا القلق إلى مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع في البيت الأبيض.
وأوضحت المصادر أن ترامب يشعر بالإحباط ويعارض الحملة الإسرائيلية الجديدة على غزة، إذ يعتبرها معرقلة لخططه المتعلقة بإعادة الإعمار، وتضغط واشنطن حاليًا على إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف إطلاق نار، وهو ما كان من بين الموضوعات المطروحة خلال زيارة ديرمر إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع.
أما القضية الأكثر حساسية في العلاقات بين الجانبين فهي الملف الإيراني، حيث يشعر نتنياهو بخيبة أمل من رفض ترامب دعم ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وبدلًا من ذلك، يسعى الرئيس الأمريكي إلى التوصل لاتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وتُظهر التصريحات الأمريكية أن إدارة ترامب تُبقي إسرائيل على اطلاع بتفاصيل المفاوضات النووية مع طهران، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب نتنياهو على هذه التطورات.
ويأتي ذلك بينما يستعد ترامب للقيام بجولة في الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، دون أن تتضمن زيارة إلى إسرائيل، خلافًا لما جرى خلال فترته الرئاسية الأولى.
ومن المقرر أن يشارك ويتكوف، مبعوث ترامب، في جولة جديدة من المفاوضات النووية مع إيران نهاية هذا الأسبوع في سلطنة عمان.