بريطانيا تعلن قيودا جديدة على الهجرة.. وتُنهي تجربة السوق الحرة لتأشيرات العمل

كشفت الحكومة البريطانية، الأحد، عن خطط لإنهاء ما وصفته بـ تجربة السوق الحرة في ملف الهجرة الجماعية، من خلال تقييد منح تأشيرات العمل لتقتصر على الوظائف التي تتطلب مؤهلًا جامعيا وإلزام الشركات بزيادة تدريب العمال البريطانيين.

بريطانيا تعلن عن قرارات جديدة بشأن الهجرة 

وحسب وكالة رويترز، يتعرض رئيس الوزراء كير ستارمر لضغوط متزايدة لخفض صافي الهجرة، في أعقاب الصعود الكبير لحزب ريفرم يو كيه اليميني الشعبوي والمناهض للهجرة، خلال الانتخابات المحلية التي أُجريت هذا الشهر.

وبموجب الخطط الجديدة، ستُمنح تأشيرات العمل الماهرة فقط للأشخاص الذين يشغلون وظائف تتطلب مؤهلات جامعية، بينما ستُخصص التأشيرات للوظائف الأقل مهارة فقط في القطاعات التي تعتبر حيوية للاستراتيجية الصناعية الوطنية، مقابل التزام الشركات بتكثيف تدريب العمال المحليين.

كما أعلنت الحكومة العمالية أن مؤسسات قطاع الرعاية الصحية لن يُسمح لها بعد الآن بطلب تأشيرات لتوظيف عمال من الخارج.

وأوضحت الحكومة أن هذه الإجراءات ستُدرج ضمن وثيقة سياسية تُعرف باسم الورقة البيضاء، من المقرر نشرها يوم الاثنين، وستُبيّن كيف يعتزم الوزراء تقليص معدلات الهجرة.

وكانت المستويات المرتفعة للهجرة القانونية أحد المحركات الأساسية لتصويت البريطانيين لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي عام 2016، وسط استياء الناخبين من حرية تنقل العمال داخل التكتل.

وبعد مغادرة بريطانيا الفعلية للاتحاد الأوروبي عام 2020، خفّضت الحكومة المحافظة آنذاك المعايير المطلوبة للحصول على تأشيرة العمل الماهرة، لتشمل فئات مهنية مثل مدربي اليوغا ومربي الكلاب ومنسقي الموسيقى.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، في بيان لها لقد ورثنا نظام هجرة فاشلًا، استبدلت فيه الحكومة السابقة حرية التنقل بتجربة سوق حرة.. نحن نتخذ إجراءات حاسمة لاستعادة السيطرة والنظام على منظومة الهجرة.

ورغم أن التعديلات التي أُجريت بعد بريكست أدت إلى انخفاض حاد في عدد المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي، فإن التسهيلات في تأشيرات العمل، إضافة إلى برامج خاصة استهدفت القادمين من أوكرانيا وهونغ كونغ، أسهمت في ارتفاع حاد بأعداد المهاجرين.

وسجل صافي الهجرة أي الفرق بين الوافدين إلى بريطانيا والمغادرين منها رقما قياسيا بلغ 906 آلاف شخص خلال العام المنتهي في يونيو 2023، مقارنة بـ184 ألفا في الفترة نفسها من عام 2019، حين كانت بريطانيا لا تزال عضوا في الاتحاد الأوروبي.

وأشارت كوبر إلى أن مزيجا من التعديلات على تأشيرات الوظائف منخفضة المهارة، وإلغاء تأشيرات عمال قطاع الرعاية القادمين من الخارج، من شأنه أن يخفض عدد تلك التأشيرات بنحو 50 ألفا خلال هذا العام.

في المقابل، عبّر أصحاب العمل في بريطانيا عن قلقهم من تشديد القواعد المتعلقة بالعمالة الأجنبية، مؤكدين أن هذه الفئة ضرورية لسد النقص في سوق العمل.

وفي تعليق على الإجراءات الجديدة، استشهد متحدث باسم اتحاد الصناعات البريطاني بتصريحات المديرة العامة للاتحاد، رين نيوتن-سميث، لصحيفة ذا تايمز يوم الجمعة، حيث أعربت عن تأييدها لتعزيز تدريب العمال المحليين.