إغلاق القنصلية واستدعاء السفير: تصعيد جديد في العلاقات بين بولندا وروسيا

إغلاق القنصلية واستدعاء السفير: تصعيد جديد في العلاقات بين بولندا وروسيا

استدعت بولندا السفير الروسي وأعلنت عزمها إغلاق القنصلية الروسية في مدينة كراكوف، بعد ظهور أدلة تُحمّل موسكو مسؤولية الحريق الضخم الذي دمّر بشكل شبه كامل مركزًا تجاريًا في وارسو عام 2024.

 

أزمة بين روسيا وبولندا

ويُعدّ هذا التطور تصعيدًا جديدًا في العلاقات المتوترة أصلًا بين وارسو وموسكو منذ غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022. وتقول بولندا إن دورها المحوري كمركز لدعم كييف جعلها هدفًا لأعمال تخريب إلكترونية، وهجمات سيبرانية، وحملات تضليل إعلامي من جانب روسيا – وهي اتهامات تنفيها موسكو.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، بافل فرونسكي، اليوم الاثنين:تمت دعوة السفير إلى مقر الوزارة في تمام الساعة 15:00 بتوقيت وسط أوروبا، حسب وكالة رويترز.

وكان رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، قد صرّح يوم الأحد بأن بولندا باتت متأكدة تمامًا من وقوف أجهزة الاستخبارات الروسية خلف الحريق الهائل الذي اندلع في شارع ماريفيلسكا بالعاصمة.

وكتب وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، على منصة إكس:نظرًا للأدلة التي تشير إلى أن الأجهزة الخاصة الروسية ارتكبت عملًا شائنًا من أعمال التخريب ضد مركز التسوق في شارع ماريفيلسكا، قررت سحب موافقتي على استمرار عمل قنصلية الاتحاد الروسي في كراكوف

وأضاف سيكورسكي، في تصريحات للصحفيين خلال اجتماع لوزراء الخارجية في لندن، أن بولندا ستتخذ إجراءات إضافية إذا تكررت هجمات مماثلة.

وبحسب ممثلين عن وزارة الخارجية، سيكون أمام روسيا مهلة تقارب 30 يومًا لإغلاق قنصليتها في كراكوف، التي يعمل بها ثلاثة دبلوماسيين وأربعة موظفين آخرين.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية ريا نوفوستي إن بولندا تقطع علاقاتها مع موسكو عمدًا.

ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها:تواصل وارسو تدمير العلاقات بشكل متعمد، متجاهلة مصالح مواطنيها، وأضافت أن روسيا ستقدم ردًا مناسبًا في القريب العاجل.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت بولندا إغلاق القنصلية الروسية في مدينة بوزنان، على خلفية شبهات بمحاولات تخريب روسية. وردت روسيا بإغلاق القنصلية البولندية في مدينة سانت بطرسبرغ.

وبالإضافة إلى قنصليتي كراكوف وبوزنان، تحتفظ روسيا بقنصلية في مدينة غدانسك وسفارتها في العاصمة وارسو.

وفي مارس الماضي، وجه الادعاء الليتواني اتهامًا لجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي بتنفيذ هجوم حارق على متجر إيكيا في العاصمة فيلنيوس، وقع قبل ثلاثة أيام فقط من اندلاع حريق مركز التسوق في بولندا المجاورة.

وتنفي روسيا أي ضلوع لها في تلك الهجمات.